الجزيرة - عبد الله الحصان :
نفى رئيس مركز تنمية الصادرات السعودية المزاعم التي تشير إلى حدة تأثر صادرات المملكة للدول الأوروبية بسبب سياسة الانكماش الاقتصادي التي ستتبعها دول الاتحاد الأوروبي للخروج من أزمة ديون اليونان، وخصوصاً أن أوروبا تستحوذ على قرابة 40% من تجارة المملكة الخارجية.
وقال الدكتور عبد الرحمن الزامل ل( الجزيرة): إن قطاع البتروكيماويات يستحوذ على النسبة الأكبر من صادرات المملكة لأوروبا وهذا القطاع لم يتأثر بشكل كبير بسبب السياسة التقشفية لأوروبا، مبرراً ذلك بأن العديد من المصانع الأوروبية أغلقت أو خفضت إنتاجيتها مما يعطي المصانع المحلية قدرة أكبر على الدخول في السوق الأوروبي.
وأضاف الدكتور الزامل أن إغلاق المصانع الأوروبية أو تخفيض إنتاجيتها جاءا بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، كما أن البنوك الأوروبية خفضت نسبة تمويلاتها فيما يتعلّق بهذا الجانب، موضحاً أن دول الاتحاد الأوربي لديها سوق استهلاكي كبير ويحتاج لمواد خام تسد حاجته كما أن الاتحاد الأوربي لا يستطيع سد هذه الحاجة. وأضاف الزامل: العديد من المصانع المحلية في المملكة لديها شراكات ومسوِّقون أوروبيون يحرصون بشدة على توفير هذه الصناعات في السوق الأوروبية.
وتعالت الأصوات الأوروبية المطالبة بحل أزمة اليونان، وقد سعت ألمانيا مؤخراً مع صندوق النقد الدولي إلى وضع خريطة طريق لإصلاح الاقتصاد اليوناني تتضمن إقراض الخزانة اليونانية بمبلغ يقارب المليار ونصف المليار دولار لتمكينها من تسديد التزاماتها المالية وتنفيذ سياسة تقشفية تشمل خفض الرواتب مع فرض ضرائب جديدة وإصلاح الأنظمة التقاعدية وخفض ملحوظ في الإنفاق الحكومي, وغير ذلك من الأمصال الاقتصادية المؤلمة التي أدت إلى انفجار الشارع اليوناني في وجه هذه الإصلاحات, لكن لم يكن أمام الحكومة اليونانية خيار إلاّ المضي قدماً في تنفيذ التزاماتها لإنقاذ اليونان من الإفلاس.
وحذَّر المراقبون من أن عدم التزام اليونان بتعهداتها أمام صندوق النقد والبنك المركزي الأوروبي سيقودها إلى الإفلاس, وفي هذا خطر ليس على اليونان فحسب, إنما خطر يتهدد مجمل المشروع الاقتصادي الأوروبي والعالمي.