بيروت - منير الحافي
غيب الموت فجر الأحد، المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن 75 عاماً إثر إصابته بنزيف داخلي حاد وبعد معاناة طويلة مع المرض. فقد أصيب السيد فضل الله خلال الأشهر الأخيرة بسلسلة أزمات صحية أدخلته المستشفى، إلا أنه كان يتخطاها في كل مرة، إلى أن أدخل مستشفى «بهمن» في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوع في مراجعة عادية.
وقد أصيب فجر الجمعة بنزيف داخلي حاد تسبب بوفاته الأحد.
ونعى المرجع الشيعي كلاً من رئيس مجلس النواب (رئيس حركة أمل الشيعية) نبيه بري والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى و«حزب الله»، الذي اعتبر أن لبنان والأمة الإسلامية والعالم بأسره فقدوا «نصيرا للمقاومة ضد العدو الصهيوني وللمجاهدين الأبطال» وهو الذي «كان من أبرز الداعين والملحين إلى الوحدة الإسلامية محاربا التفرقة والفتنة».
إلا أن اللافت كان نعي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني للعلامة فضل الله.
وقال الحريري في بيان النعي: يخسر لبنان بغياب العلامة السيد محمد حسين فضل الله مرجعية وطنية وروحية كبرى، أسهمت إسهاما فعالا في ترسيخ قيم الحق والعدل لمقاومة الظلم، وأضافت إلى الفكر الإسلامي صفحات مميزة ستتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.
أضاف: «لقد عرف اللبنانيون والمسلمون في غير مكان من العالم عن الفقيد الكبير قوة في المنطق وجرأة في الموقف، وصلابة في الالتزام، وشكل في كل المراحل والظروف صوتا للاعتدال وداعية لوحدة اللبنانيين خصوصا والمسلمين عموما، يرفض الفتنة ويطلق الفتاوى لتحريمها، ويتخذ من الحوار سبيلا لإعلاء شان العقل في معالجة القضايا الخلافية».
يذكر أن السيد فضل الله ولد في تشرين الثاني - نوفمبر عام 1935 في العراق، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سن مبكرة جدا، ثم أصبح أستاذا للفقه والأصول في الحوزة العلمية الكبرى في النجف.
عاد إلى لبنان العام 1966، وكان المرشد الروحي لحزب الله في بداية تأسيسه في الثمانينيات، قبل أن يحصل تباعد بين الجانبين بسبب تباينات في وجهات النظر حول المرجعية الدينية. إذ سعى فضل الله إلى تأسيس مرجعية مستقلة للمذهب الشيعي الذي تدخل فكرة «ولاية الفقيه» في صلب عقيدته.
أسس فضل الله حوزة «المعهد الشرعي الإسلامي»، وشكل بذلك نقطة البداية لكثير من طلاب العلوم الدينية.
كما رعى العديد من المشاريع الخيرية والاجتماعية. واعتبر فضل الله مرجعية بارزة في المذهب الشيعي وله أتباع في لبنان وخارجه.