كتب - عبدالله الهاجري
لم تكن تعرف هذه الفتاة الصغيرة التي ولدت عام 1955م في مدينة البصرة وغادرتها مع عائلتها وعمرها لم يتجاوز ستة أشهر إلى الكويت حيث نشأت وترعرعت هناك أنها ستكون فنانة الخليج الأولى وملكة الطرب في بحر العرب الشرقي.
ففي عام 1977 تقدمت إلى برنامج موهوبين في تلفزيون الكويت ونجحت كأفضل صوت واعد وبعدها دخلت كورال على مسرح التلفزيون الكويتي سنة 1978 ونالت جائزة أفضل كورال وبعد ذلك تهافتت عليها شركات في الوقت الذي لم يكن للنساء نصيب كبير في النجومية ما عدا السعوديات الفنانة الراحلة عتاب وابتسام لطفي وتوحة، وتعاملت مع العديد من شركات الإنتاج مثل بو زيد فنون ونجمة الفضة ويوسف حيدر الفنية، حتى استقرت في شركة فنون الجزيرة التي أنتجت لها أغلب ألبوماتها لما تملكه الشركة حينها من نجاح وتميز وكانت الرائدة آنذاك في استقطاب نجوم الفن الخليجي والعربي، حتى انضمت لشركة روتانا حيث أنتجت لها 3 البومات وانتهى عقدها ولم ترغب التجديد لان روتانا (حسبما كانت تقول) إنها لم تقدم لها أي شيء.
وفي سنة 1990 منعت من دخول الكويت التي تعتبرها وطنها الأول، بعد الغزو العراقي دون أي سبب يذكر رغم تصريحاتها الدائمة والمتكررة حتى قبل نحو شهرين ونفيها القاطع أي علاقة لها بالنظام العراقي السابق، وبعد أن سجلت أفضل الأغاني الوطنية على نفقتها الخاصة مساندة لدولتها الكويت، ومن أشهر أغانيها الوطنية وقتها (شدوا الحيل وكويت يا دانة وما خضعنا ووعد و الله أكبر ووزع الألبوم مجانا ذلك الوقت وكان من إنتاجها وكلماتها وألحانها، واستقرت في أمراة الشارقة بالإمارات.
رباب التي هي أيقونة الفن النسائي بالخليج تعاملت مع العديد من الكتاب والملحنين ومن أبرزهم فايق عبد الجليل وعبد اللطيف البناي وخالد الفيصل وبدر بن عبد المحسن والشيخ فهد الأحمد والشيخ محمد بن راشد المكتوم وبدر بورسلي وخليفة العبد الله الخليفة والناصر ودعيج خليفة الصباح ومبارك الحديبي وغيرهم العديد، ومن الملحنين غنت لعبد الرب إدريس وطلال مداح وغنام الديكان وسليمان الملا وراشد الخضر وخالد الزايد وأنور عبد الله وعارف الزياني والدكتور فتح الله وغيرهم العديد.
رباب لها من الألبومات التي حفظها الجمهور وشقت بها جماهيرية كانت كفيلة بتتويجها أم الطرب الخليجي ورائدته ومن هذه الألبومات على سبيل المثال لا الحصر (اجرح 1980 و لا تنادي 1981 و رباب 1981 وجبرني الشوق1982 والبارحة 1982 و لا تحاسبني 1983 و متعنين 1984 و الحب الأول 1984 و لا تستغرب 1985 و اش معنى أنا 1985 واحتمال 1986 و آهات رباب و مزعل 1987 واحتمالاتك خطأ 1987 والأطلال وأتت الظروف وهو ألبوم من كلمات الشاعر الراحل الناصر وألحان عبدالرب إدريس و غيرت عنواني 1988 ورباب 1988 ويا سيدي ارتاح1989 وسألنا عليك 1990 و فدوة 1991 و لا يهمك من يقول1992 وقلبي عفا 1993 و لا تقدم عذر 1993 و لا للحب 1994 و تعال اعتب 1995 و الكلمة ميزان 1999 و رباب 2000 و جرح الزمن 2002
و رباب2004 وأغلى ناسي 2005 وآخر قراري 2007).
ولها ألبومات وطنية منها (شدوا الحيل ومخطوف 1991 و كويتنا 1990 و جسر المحبة من حرير 1987 و هذي قطر 1999)، كما أن لها العديد من الأغاني المفردة والمميزة منها (قديم أوراقي و تغربنا و قلبي معك ويتزلزل القلب وآه يا زمن). وغنت رباب مقدمات العديد من المسلسلات مثل (الغرباء 1986 وجرح الزمن 2001 و اللقيطة 2006 ولحظة ضعف 2007 والبارونات 208 ).
وخلال سنوات عطاءها أحيت رباب حفلات في لندن 1988 وأمريكا 1985/ 1991 وفرنسا
وأستراليا و القاهرة و قرطاج و جرش والبحرين والكويت والدوحة و بغداد والبصرة وتدمر و دمشق وغنت على مسرح أغادير ورأس الخيمة 2009 وفي ليالي دبي 2004
وغنت في الكويت أغلب جلساتها الفنية مع العديد من كبار المطربين، وفي قطر وغنت جلسات دانة الدوحة السعودية 1983 - 1984 الرياض ولأول مرة مع نوال سنة 1987 في البحرين وبغداد والبصرة واليمن، كما شاركت في العديد من الاحتفاليات بالوطن العربي وحفلات الأعياد والمهرجانات الوطنية مثل مهرجان فرسان 1988 والنظائر 1991 و 1993 و افتتاحية الأوربت وروتانا خليجية وغنت في كان الفرنسية عامي 1987 و 1989 والعديد من المهرجانات.
ورباب تستحق التكريم حيث برز تكريمها في القاهرة سنة 1985 وفي قرطاج 1986 حيث كرمها الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة 1992 والبحرين 2003 وقطر 2002 ونالت العديد من الجوائز والألقاب مثل (ملكة طرب الخليج وفنانة الخليج الأولى وأفضل صوت نسائي).
ولا شك بأن صوت كرباب يستحق الإشادة حيث جاءتها هذه المرة من موسيقار الأجيال الفنان الراحل محمد عبد الوهاب الذي اختارها لتكون سفيرة الفن الخليجي وأثنى عليها كأفضل صوت وأداء وأهدى لها لحنا بعد أن غنت (الأطلال) كأفضل من غنى لام كلثو م .
رباب معروف عنها حبها لجميع زملائها الفنانين والفنانات حيث قدمت الفنانة نوال للملحن خالد الزايد 1984 ودعمت أحلام وقدمتها للملحن عارف الزياني1996 وشجعت الكثير .
هذه خلاصة مختصرة ومضطربة أيضا لفنانة تستحق الكثير لما قدمته للشارع الفني من أعمال خالدة في الوقت الذي أهملت فيه وركنت خلف الأبواب حين طغت لغة الجسد والنشاز على معدن الصوت النفيس والقيمة الفنية التي (نبذت) دونما ذنب يذكر سوى أنها جاءت من البصرة وعمرها نصف عام وعرفناها جميعا فنانة كويتية القلب والدموع وعراقية على جواز السفر.