رغم انكسار قلوبهم بعد هزيمة منتخب بلادهم أمام أوروجواي في دور الثمانية من بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ما زالت جماهير غانا فخورة بأداء منتخب النجوم السوداء بالمونديال. وتنبأت صحيفة جنوب إفريقية قبل المباراة: «في مساء الجمعة، لن يرى سوى 11 نجمة فقط.. ستكون 11 نجمة سوداء». ولكن السحب الثقيلة غطت سماء استاد «سوكر سيتي» بمدينة جوهانسبرج بعدما فشلت غانا في أن تصبح أول فريق إفريقي يصل إلى الدور قبل النهائي بإحدى بطولات كأس العالم. ففي اللحظات الأخيرة من الوقت الإضافي بالمباراة، لمس لاعب أوروجواي لويس سواريز الكرة بيده ليخرج تسديدة رأس غانية من على خط مرمى فريقه. وبعدها طرد سواريز من المباراة واحتسب الحكم ضربة جزاء لغانا ولكن أسامواه جيان، الذي كان أبرز نجوم غانا حتى هذه اللحظة، سدد ضربة الجزاء في العارضة. ومع امتداد المباراة إلى ضربات الترجيح خسرت غانا 4-2 ليتبخر حلمها في التأهل إلى المربع الذهبي لمونديال 2010 الذي يقام على أرض إفريقية للمرة الأولى في التاريخ. وقالت أبينا - أنسا أدجي، كاتبة من أكرا، لدى مغادرتها الاستاد مع خمسة غانيين آخرين سافرت معهم لحضور البطولة: «لقد حطمت الهزيمة قلوبنا، فقد كانت المباراة في أيدينا». قبل أن تضيف: «ولكننا فخورون بفريقنا على أي حال. لتحيا 2014»، فيما رددت المجموعة المصاحبة لها والتي التفت في أعلام غانا: «نجوم غانا السوداء فريق عظيم?». ومع خروج الجماهير من الاستاد رفع صبي يلون وجهه بألوان العلم الغاني الأحمر والأخضر والذهبي لافتة مكتوب عليها شعار: «من يقول إن النجوم السوداء لا تلمع؟». وقال إريك أكاجني 22/ عاما/، لاعب هاو في غانا جاء إلى جنوب إفريقيا بحثا عن فرصة للعب بالدوري المحلي الممتاز لأن المنافسة في غانا شرسة،: «لقد خسرنا، ولا نستطيع أن نفعل شيئا حيال ذلك». وغطت أعلام غانا مدرجات استاد «سوكر سيتي» مع حرص المشجعين الغانيين على النفخ في آلات الفوفوزيلا الخاصة بهم على نغمة اسم «غا - نا». وحضر المباراة نحو 84 ألف متفرج أغلبهم كان يشجع غانا بعد خروج باقي المنتخبات الإفريقية الأخرى بالمونديال من الدور الأول. وعندما أضاعت أوروجواي ضربة جزاء، انفجرت الجماهير في التهليل وغطى بعضهم وجوههم عندما كان يتقدم لاعبو غانا لتنفيذ الضربات التالية. ورغم أن المراد لم يحدث، فقد جعل تشجيع الجنوب إفريقيين لمنتخب غانا بالإشارة إليه باسم «باغانا باغانا»، على غرار لقب منتخب جنوب إفريقيا «بافانا بافانا»، الغانيون يشعرون بالتميز على حد وصف أدجي. وفي الوقت الذي كان جمهور الاستاد هادئا فيه نوعا ما، فقد كان آخرون في أماكن متفرقة يشعرون بغصة في حلوقهم بسبب مرارة الهزيمة. وقالت سونيا كوامي 35/ عاما/، التي شاهدت المباراة بصحبة خمسة مشجعين غانيين في لندن،: «لا أشعر بالحزن وإنما بالغضب الشديد.. ولكنني فخورة للغاية بغانا.. فقد كان أداؤنا أنظف وأفضل كثيرا». وأبدت كوامي قناعتها بأن الكرة تجاوزت خط المرمى قبل أن يلمسها سواريز بيده ليبعدها وطالبت الجماهير الجنوب إفريقية بمقاطعة مباراة الدور قبل النهائي بين هولندا وأوروجواي التي ستقام على استاد «جرين بوينت» بمدينة كيب تاون يوم الثلاثاء المقبل.