خسر المنتخب الإنجليزي بأربعة أهداف من المنتخب الألماني، وهي خسارة مذلة للإنجليز وكرتهم العريقة. ومع أنها أربعة إلا أنها كانت أشد إيلاماً وأكبر أثراً في بُعدها الفني والإعلامي والتاريخي من الثمانية أهداف التي سجَّلها الألمان في مرمى منتخبنا الوطني في مونديال 2002 قياساً بعمر المنتخبين الإنجليزي والسعودي وموقعهما في خارطة الكرة العالمية.. وما يهمني هنا هو الفارق في تعامل الإنجليز مع الأهداف الأربعة وتعاملنا نحن مع الثمانية!
الإنجليز لم يسخروا من قائد منتخب بلادهم ستيفن جيرارد الذي يعدُّ من أشهر وأفضل لاعبي أوروبا والعالم حاليا، ولم يختزلوا الخسارة في مشهد القائد وهو يسنتر أربع مرات على طريقة بعضنا مع النجم الكبير سامي الجابر الذي فرض تواجد اللاعب السعودي في قائمة أساطير الكرة العالمية بحضوره التاريخي في النهائيات العالمية الأربعة التي شارك فيها منتخبنا الوطني والتسجيل في ثلاث منها!
والإنجليز - إعلاميين وجماهير - تحولوا بعد الخسارة الكبيرة إلى الحديث عن تواضع الخطوط الخلفية لمنتخبهم وتعاملات المدرب والبحث عن خطة إنقاذ سريعة ترد الاعتبار إلى الكرة الإنجليزية، فيما انشغل بعض إعلاميينا وجماهيرنا الرياضية بعد الثمانية بسنترة سامي ثماني مرات في تناول تافه لوضع فني كانت مناقشته تحتاج إلى وعي وفكر أكثر رقياً وتحضراً واحترافية!
والتناول ذو الطابع الشخصي ليس هو فقط كل ما يعاني منه منتخبنا الوطني، بل معاناته أيضاً تمتد إلى عدم قدرتنا على معايشة واقعه الفني، ولعل ما حدث لفرنسا وإيطاليا وإنجلترا في مونديال جنوب إفريقيا يكفي لأن نعيد النظر في تعاملنا مع واقع منتخبنا الذي ننسف كل ما فيه مع أية خسارة تفرضها المعايير والمقاييس الفنية الكروية؛ فما زلتُ أتذكر إقالة مدرب منتخبنا كارلوس البرتو باريرا وإسناد المهمة إلى محمد الخراشي بعد الخسارة من فرنسا بأربعة أهداف في نهائيات مونديال 1998؛ فالنتيجة كانت منطقية في ظل الوضعية الفنية التي كان عليها الفريقان في تلك النهائيات التي تألق فيها المنتخب الفرنسي وحقّق فيها اللقب بعد الفوز الكاسح في النهائي على المنتخب البرازيلي بثلاثة أهداف نظيفة!
فالبرازيليون الذين لا يقبلون لمنتخبهم صورة غير صورة الفريق البطل بنجومه وتاريخه تقبلوا الثلاثة من المنتخب الفرنسي، فيما لم نتقبل نحن الأهداف الفرنسية الأربعة التي سُجِّلت في مباراة كنا أيضاً نلعب فيها بعشرة لاعبين بعد طرد محمد الخليوي في بداية الشوط الأول، وهنا يحق لي أن أسأل: هل نحن مغرورون أم واهمون أم أننا نجهل الواقع؟!
أعتقد أن أزمة منتخبنا الوطني الحقيقية هي في تعاملاتنا معه؛ فهي تحتاج أولاً إلى واقعية أكبر وانفعالات أقل، كما تحتاج - وهذا هو بيت القصيد - إلى صفاء ونقاء؛ ليكون المنتخب فقط في قلوبنا بعيداً عن صخب الأندية وترسباتها.. وعندما يحتل هذا الموقع الخلاق سنضمن تناول قضاياه بحس وطني يستشعر المسؤولية، وعندها يكون العقل والحب ونُكران الذات والتعاون ومصلحة المنتخب هي الشعار الموحَّد الذي نرفعه - إداريين وفنيين ولاعبين وإعلاميين وجماهير - وهذا الشعار هو مفتاح النجاح، وبدونه لا يمكن لأي خطة تطوير أن تُحدث تغييراً ملموساً. ولعل في المنتخب الياباني خير مثال؛ فقد لفت الأنظار في مونديال جنوب إفريقيا بالجماعية والتعاون والمحبة التي سادت طاقمه والروح العالية التي تشتعل بطاقة شعار (كلنا للمنتخب الوطني)!
وداعاً للمتعة الكروية!
ينقسم جمهورنا الرياضي في غالبه بين تشجيع المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني مع عدم إغفال الحضور الجيد للمنتخبين الألماني والإسباني.. ومع توديعنا المنتخب البرازيلي أمس الأول والألماني أو الأرجنتيني أمس نكون قد ودعنا المتعة الكروية الحقيقية قبل نهائي كأس العالم!المنتخب البرازيلي أبعدته عصبية نجومه وعنفهم المبالغ فيه في شوط المباراة الثاني؛ ما أفقدهم التركيز ومواصلة العطاء الممتع الذي قدموه في الشوط الأول. ومع خروج البرازيل يرى الكثيرون أن اللقب سيكون من نصيب الفائز في لقاء الأمس بين الأرجنتين وألمانيا!
يا زين النصر قبل الموسم!
كالعادة يعيش النصراويون أحلى أيامهم قبل بداية الموسم الكروي حيث زحمة وحرارة الاستقبال في المطار للمدرب وأجانبه وحضور حاشد للتدريبات وتبادل التحايا بين الجماهير ومدرب الفريق ولاعبيه والاستمتاع بأهداف (صواريخ) أشكالا وألوانا ومتعة جماهيرية ما بعدها متعة تجعلهم يكملون حضورهم للتمرين حتى نهايته!
هذه الأجواء لا تختلف عن أجواء صديقي النصراوي الذي كان يعيش قبل لقاءات النصر مع الهلال أجمل اللحظات يهدد فيها ويتوعد أصدقاءه الهلاليين بالهزيمة، ولا صوت يعلو على صوته قبل المباراة، لكنه يختفي بعدها ويقطع كل وسائل التواصل والاتصالات، وعندما سألته لماذا كل هذا؟ قال (المهايط) لي قبل المباراة والفرحة لهم بعدها!
والسؤال: هل يتغير حال النصر هذا الموسم بعد دعم الأمير فيصل بن تركي للفريق بعناصر محلية وأجنبية جديدة؟!نعم، يفترض أن يتغير النصر، وإذا لم يتغير مع كل هذه الجهود فعلى النصراويين أن يفتشوا عن السبب الذي لا بد أن يكون منهم وفيهم!
المونديال في ملعب الحزم!
وأنا أتابع ملاعب مونديال جنوب إفريقيا لا بد أن أتذكر حال ملعب الحزم بالرس الذي يرثى له؛ فملاعب المونديال الإفريقي العشرة تم تشييدها في ثلاث سنوات على أحدث طراز، فيما لا يزال ملعب الحزم ينتظر تفاعل الشؤون الفنية في رعاية الشباب مع توجيه سمو الرئيس العام الصادر قبل ثلاث سنوات والقاضي بتطوير إمكانات ملعب الحزم؛ ليكون لائقاً بدوري زين للمحترفين ومحققاً لرواده الحد الأدنى من الراحة!
وخلال السنوات الثلاث الماضية تمت معاينة ملعب الحزم من قبل أكثر من (خبير) من الشؤون الفنية بالرئاسة، لكن دون نتائج على أرض الواقع، اللهم سوى صدور فسح تخطيط مواقف للسيارات، وهنا تبدو الأولويات معدومة؛ فالتنفيذ يبدأ بالعكس ووفقاً لعدم الأهمية حيث البداية بمواقف السيارات، أما المدرجات والمنصة الرئيسية والإضاءة الضعيفة التي جعلت الملعب أشبه بالاستراحة ومنصات النقل التلفزيوني.. فكل هذه ربما تأتي لا حقاً أو ربما لا تأتي؛ ولهذا بدأ الحزماويون - وبجهود ذاتية - في إعادة تصميم المنصة الرئيسية لتحقيق جمالية الشكل وعزل الضيوف عن بعض الجماهير التي قد تنال منهم في بعض المواقف!
وبما أن إدارة الإعلام والنشر في رعاية الشباب سبق أن أعلنت أنها لا ترى داعياً لإنشاء ملعب جديد للحزم على اعتبار أن الملعب الحالي مشيد من قبل الرئاسة، وترى إدارة الإعلام والنشر نقلاً عن الشؤون الفنية أن هذا الملعب المشيد قبل أربعين عاماً يمكن أن يلبي حاجات اليوم، وهي بذلك كمن يطالب الكرة السعودية بالوقوف عند ملعب الصايغ والصبان وما في مستواهما، فإن الحزماويين يتوجهون كما هم دائماً لسمو أمير الشباب بأمل تشكيل لجنة لبحث أسباب كل هذا التأخير في ملف تطوير ملعب الحزم والتعجيل في التنفيذ بعيداً عن زيارات مهندسي الشؤون الفنية التي عطلت المشروع على مدى السنوات الثلاث الماضية!
وسّع صدرك!
- تصرف لاعب منتخب البرازيل (ميلو) أمام هولندا ذكرني بخالد عزيز أمام الاتحاد.. تهور في مباريات مفصلية!
- أطلقوا عليه في الصحافة البرازيلية لقب (رجل المباراة السلبي)!
- إذا اللاعب لم يستوعب أهمية الحدث فلا مفر من وقوع الكارثة!
- على إدارات الأندية المبادرة بدفع المبالغ المستحقة عليها سواء للاعبين سابقين أو عمال أو غيرهم؛ فهذه أولى خطوات الاستعداد الموفق للموسم!
- لأنه جاء إلى الهلال بمقايضة لم يعش وليد الجيزاني أجواء الصفقات الإعلامية التي فاتته يوم أن طلبه الاتحاديون من الحزم الموسم قبل الماضي بتسعة ملايين ريال، لكن مسيرته وأهدافه مع الحزم تؤكد إمكاناته الجيدة التي ستقدمه بشكل أكبر وأبرز مع الهلال.
- محمد العنبر هل هو بديل وليد الجيزاني في الحزم؟ وإذا كان هو البديل فهل يعيد الحزم تأهيله على نحو ما حدث لوليد والنجعي وماجد المرحوم؟!