يعلم الكثير من القراء الكرام بأنني ولأسباب أحتفظ بها لنفسي.. قد ألزمت قلمي المتواضع منذ سنوات بعدم تناول شؤون النجوم الكبار لا سلباً ولا إيجاباً.. بعد أن كنت من أكثر وأشد المتحمسين جداً للدفاع عنهم إذا تعرضوا لهجمات ظالمة من لدن فئة نذرت نفسها بالإساءات والتطاول على الناجحين.. هذا عدا حرصي السابق على ذكر محاسنهم إذا أحسنوا.
ولأن وسطنا الرياضي بأكمله هذه الأيام أمام حقيقة توديع نجم استثنائي.. ظل طوال عمره الرياضي المديد ملء السمع والبصر.. بل ظل يمثل ظاهرة إبداعية وأخلاقية نادرة واستثنائية قد لا تتواجد إلا مرة واحدة كل قرن، وقد لا تتوفر.
إنه النجم الظاهرة (محمد الدعيع).
ولكون الدعيع حالة استثنائية في كل شيء.. كان لا بد أن أستثنيه من التزامي الذي قطعته على نفسي، وإن كنت لن أضيف شيئاً إلى قائمة ما يستحقه من ثناء هو أهله ومنزله.
ذلك أن المرء ليعجز عن إيفاء (الظاهرة الدعيع) حقه أو بعض حقه على اعتبار أن الحديث عنه بالتأكيد يختلف شكلاً وموضوعاً عن الحديث عن غيره.
فالكاتب الذي يريد التصدي لمهمة سرد سلسلة طويلة جداً جداً من مزايا ومميزات وإنجازات ومآثر هذا المواطن الظاهرة الذي دلف إلى الساحة عملاقاً وها هو يغادرها عملاقاً.
سيجد نفسه أمام مأزق لا يحسد عليه ما لم يكن يتمتع بشيء من قدرات وإمكانات وصبر زميلنا الراصد المتألق دائماً (عبدالله المالكي).
وبناء عليه فإن ما قلته أو سأقوله عن (عميد لاعبي العالم)، ما هو إلا جهد المقل وعذر العاجز.
وإنها المرة الأولى التي تمنيت فيها لو أنني كنت شاعراً بمواصفات (الباتريوت) عيضة السفياني كي أنظم قصيدة عصماء للدعيع أعتزل بعدها نظم الشعر إلى أن يأتي عملاق حراسة بمواصفات الدعيع.
فوداعاً يا هيبة المرمى وعملاقه.
وداعاً يا من ستبكي الشباك لفراقه.
وداعاً يا أسطورة العصر.
وداعاً يا أسطورة الحراسة الذي لن يتكرر.
كل يغني على ليلاه؟!
من الظواهر غير الطبيعية المستحدثة هو ما يتمثل في قيام مريدي بعض الأندية الرياضية المطالبة بداهة بإثبات معنى تواجدها على الساحة.. باللجوء إلى ابتكار بعض الميادين الهامشية البعيدة تماماً عن مضامين التواجد الفعلي بين من يشار إليهم بالبنان، والركض في مضامير تلك الميادين روحة وجيئة (؟!!).
فهناك من اتخذوا من الجماهير والجماهيرية شغلهم الشاغل.. هذا يؤلف، وذاك يلحن، وآخر يغني.. هذا فضلاً عمن يكذب ويكذب حتى يصدق كذباته والبلهاء يصفقون (!!).
كل هذا الصخب المفتعل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، سيذهب حتماً أدراج الرياح عندما يأتي وقت تقديم قوائم الأرباح والخسائر.
عندئذ لن ينحني التاريخ إلا لأصحاب المنجزات الذين عملوا على تحقيقها، ولن يقيم أدنى وزن لمن عداهم.
يا مثبت العقول.
للتوضيح فقط
عن مقال الأسبوع الماضي المتعلق بالدكتور (علي الناقور).. ذهب بعض القراء في اتجاهات خاطئة حول من عنيتهم ب(كُتّاب المسيار) الذين تطاولوا على الدكتور دون وجه حق، خصوصاً وأنهم ممن لا يمتلكون مقومات تقييم أو إرشاد قامة مثل قامة الدكتور الناقور حول ما يجب وما لا يجب، بل إنني على يقين من أن أكثرهم أعجز من أن يقيم نفسه أو يقومها.
حدث هذا رغم أنني قلت بكل وضوح بأن أولئك لا علاقة لهم بأي من أطراف الموضوع، يعني لا علاقة لهم لا بالأهلي ولا بالدكتور على اعتبار أن الأقلام الأهلاوية معنية بالأمر، وبالتالي فإن لها علاقة بالموضوع مثار التناول، وبناء عليه فإن من حقها الخوض فيه سواء اتفقنا معها أو اختلفنا.
ذلك أن من عنيتهم.. هم أولئك الذين نذروا إمكاناتهم للتربص والترقب حتى إذا حدث شيء مماثل لما حدث بين الدكتور وناديه تهافتوا على (دس أنوفهم) وراحوا يحرضون ويؤججون ويزيدون النار اشتعالاً.. أمثال (أبو فيوزات ضاربة) الذي ما زال ينفخ بكل (صرامة) في بالون ولي نعمته المطرود من الوسط الرياضي شر طردة.
بيت القصيد
صحيح بعض الناس ما ينعطا وجه
حقير لو يجلس مع علية القوم