Al Jazirah NewsPaper Sunday  04/07/2010 G Issue 13793
الأحد 22 رجب 1431   العدد  13793
 
ليكن التكريم معيناً على التميز والإبداع

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:

«أتمنى في جميع المناسبات أن نعيد النظر فيما نقدمه من هدايا تقديرية أو تذكارية وأن يكون لهذه الهدية أو الجائزة دلالات وفوائد تكون محل فخر المُهدي واعتزاز المهدى إليه».

كلمات كتبها الأستاذ سلمان بن محمد العمري، وفي زاويته الاسبوعية (رياض الفكر) تحت عنوان: (دروع)، وذلك في العدد (13763) الصادر يوم الجمعة 21-6-1431هـ، ذيل بها حديثه عن ظاهرة التكريم بالدروع، أحببت أن أضيف إليها اقتراح: أن يكون التكريم معيناً للمكرم على زيادة التميز والإبداع، فإن كرم على تأليف، كان التكريم نشر مؤلفه، ودعمه لإنجاز مؤلف جديد. وإن كرم على بحث علمي أو اختراع تقني كان تكريمه بمعمل مجهز ليواصل أبحاثه، وينفع بمبتكراته الإنسانية، وإن كرم على لوحة فنية كان تكريمه مرسم مجهز أو دعوة لمعرض عالمي وهكذا.

فالتكريم والشكر مشاعر وعواطف صادقة يكللها الاعتراف بالفضل تحتاج إلى فن وتوقيع خاص لتؤتي ثمارها.. وقد تكون غاية في البساطة كخطاب شكر خاص بتوقيع المدير، يتضمن كلمات وصف الأداء المميز للشخص المتميز، وإن رغبنا في حفر الكلمات لتبقى خالدة فلتكن على غلاف كتاب، أو قاعدة ساعة.. ولنبادر إلى تغيير نمط التكريم ليكون له طعماً مميزاً لا غصة فيه.. وليكون دعماً حقيقياً للتميز ووسيلة للإفادة منه.

فالتكريم والتقدير للفعال الحسنة، والأداء المتميز سلوك حضاري مهم، يمثل تغذية راجعة تحفز وتشجع، كما تبرز العمل وتعمم نفعه.. وبعض أنماط التكريم أنفع من بعض، كما أن اتخاذ نمط واحد له يجعله على المدى البعيد عديم الفائدة، رتيباً ومملاً.. ومن ذلك الدروع التذكارية التي أصبحت أحد مظاهر التكريم المعتادة التي تمثل عبئاً على المكرمين، لا سيما المرموقين الذين غصت مكاتبهم وبيوتهم بعشرات الدروع وهي من وجه آخر عبئاً على المكرمين الذين يبذلون جهداً ومالاً في متابعة تنفيذها.

د. فوز بنت عبد اللطيف كردي
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد