سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جاء عبر أديم صحيفتكم الغراء في عددها ذي الرقم 13780 والمؤرخ في 9-7-1431ه مقال د. جاسر بن عبدالله الحربش عنون له ب(صادراتنا الفضائية لاعب ومطرب وواعظ) أفرد للشق الأول منه للحديث عن الصنفين الأولين بحيث تبوآ أعلى درجات الهرم الاجتماعي وأصبحا من واجهات الإعلام وحديث الورى، وما ذلك إلا ناجم - على حد تعبير الكاتب الكريم- عن قفزتين وركلتين أو غنجتين وآهتين حيث ينظر إليهما نظرة الفاتحين.ثم خصص حديثه في الشق الثاني من مقاله عن الوعاظ وكيف آلت إليه حالهم من الثراء والعيش في القصور الفاخرة والظلال الوارفة. مبررا لحسده بأن ما يقدمه الصنفان السابقان من الكماليات وليست ذات أهمية بخلاف ما يقدمه أساتذة الجامعات والأطباء والمعلمين وأصحاب الحرف ذات الصلة متباكيا - في الوقت نفسه- بحرقة على عدم امتلاك المنزل لكثير من أصحاب الشهادات من أساتذة الجامعات وغيرهم، ويسرني أن أعقب على ما ذكر فأقول:
-1 إن من وصل إلى النجومية وحصل على أرقى درجات الهرم الاجتماعي من لاعبين ومطربين واقع مشاهد ولعل ما قدموه استحقوا به تلك النجومية والاهتمام وليس كتاب الأعمدة في الصحف بأقل منهم حيث بوأتهم تلك الصحف مكانة اجتماعية وحضورا مميزاً بالإضافة إلى تواجدهم العلمي والأكاديمي عبر مؤسساتهم التي يعملون بها بحيث يعرف أحدهم في الميادين العامة ويشار إليه بالبنان لكثرة ظهوره عبر صحفها ولا أظن سعادة الدكتور إلا واحداً منهم.
2 - الحسد الذي صرح به لمن حصلوا على الشهرة والتي جلبت المال معها محرم شرعا حيث حدد الشرع الحنيف أن الحسد لا يكون إلا في اثنتين فقد جاء عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) فلا يدخل فيهما اللاعب والمطرب!!! علاوة على أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب كما في الحديث الشريف أيضاً.
3 - إن الدين الإسلامي أباح لصاحب المال أن يستمتع به ويتلذذ بمتاع الدنيا من -غير تبذير ولا إسراف- فالله سبحانه وتعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
4 - إن التفاوت في المستوى المعيشي حقيقة ماثلة وواقع مشاهد عليه يترتب التكافل الاجتماعي ويكون للزكاة والصدقة عبر ذلك التفاوت حضور ودور يمليه الشرع الحنيف، قال تعالى: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}.
5 - غياب حسن التدبير في المال لا يسوغ لأحد أن يجيز لنفسه حسد الآخرين، ولا يرتبط بدرجة علمية ولا اجتماعية كما الحال عند الكثير داخل المجتمع اليوم.
6 - وددت أن الكاتب تطرق في مقاله إلى كيفية زيادة صادراتنا الفضائية للأفضل بدلا من حصرها وتناولها بمنظور ضيق.
وكما اعتاد الجميع من صحيفتهم (الجزيرة) إيصال الرأي الآخر إلى الكاتب والقارئ على حد سواء، عزمت على التعقيب على ما ذكر أعلاه.
والله من وراء القصد
عبدالعزيز بن سليمان
بن محمد الحسين