فاصلة:
(الاختراع هو الدليل على النبوغ)
- حكمة عالمية -
أود أن أحيي بشدّة زميلنا الإعلامي جبريل أبو ديّة وزوجته على تربيتهما الصالحة والمتميّزة لابنهما المخترع مهنّد. شاهدت لقاء هذا الشاب - الذي تتمنى كل أم أنه ابنها - مع الزميل المتجدِّد «تركي الدخيل» في برنامجه «إضاءات «. حقيقة إنّ مهنّد يضرب أروع الأمثلة على الإرادة التي تهزم التحديات. شاب في العشرينات من عمره يدرس الهندسة وبعد أسبوعين من زواجه يقع له حادث بينما هو واقف بجانب سيارته، ونتيجة للإهمال الطبي يفقد بصره وساقه اليمنى. كان مهنّد قبل الحادث موسوماً بالمخترع الشاب لإنجازه عدداً من الاختراعات المفيدة، لكنه في رأيي لا تقتصر مهاراته على تقديم المخترعات، بل إنه يمتلك فكراً منفتحاً ورؤية متوازنة لذاته وللآخر وللحياة من حوله. هذا الشاب رغم معاناته الجسدية إلاّ أنه يتحدث عن الغد بكل تفاؤل وأمل قلّما نجدهما عند من يتمتع بكل حواسه، ولديه قدرة عجيبة على القفز فوق آراء الناس المحبطة لكل ناجح ومميّز. استطاع «مهند» أن يفسِّر الحادث الذي حدث له بإيمان عميق وتجاوز مميّز لآثار الصدمة الجسدية والنفسية التي يمكن أن تميت روحه إلى استئناف حياته الدراسية ومشواره الابتكاري بكل إصرار نحو الإنجاز. بالرغم من أنّ فقدانه لبصره وساقه اليمنى كان نتيجة إهمال طبي، إلاّ أنه لم يضيِّع وقته في الندم أو الشعور السلبي، بل اتجه إلى إكمال دراسته وطموحاته. مهنّد محظوظ بوالدين علّماه الاعتزاز بالنفس وزوجة قالت بعد الحادث الذي أصابه «لو لم يبقَ به إلا قلبه لما تركته»!. يستحق مهنّد هذا الحب من حوله لأنه دوماً يتطلّع إلى خدمة الآخرين وكسر حاجز المستحيل. هذا اللقاء التلفزيوني ترك في رأسي تلك أكثر من سؤال .. كم من مهنّد لدينا يستطيع أن يتجاوز أخطاء الآخرين والبدء باتجاه جديد؟ كم من شاب لدينا يستطيع أن يتمتع بهذه البصيرة والرؤية الطموحة للإنجاز؟ كيف يمكن أن نستنسخ من مهنّد شباباً نتّكل عليهم في صناعة المستقبل؟ وأسئلة أخرى كثيرة. تحياتي إلى الزميل الدخيل ويا ليت ان هذه المقابلة تُهدى إلى شبابنا المتشائمين الناقمين على حياتهم، حبّذا لو استمعوا إلى المخترع مهنّد ليتعلّموا كيف يستطيع المرء أن يكتشف حياته ويعيشها كما يتمنّى رغم كل المصاعب.
nahedsb@hotmail.com