تعرض ثلاثة أخوة لحادث سير مروع فارق على أثره أحدهم الحياة في حينه بينما أصيب الآخران بإصابات بالغة الخطورة، وقد استقبل مستشفى د. سليمان الحبيب بالريان المصابين وكان الأول مصاب بكسر في الأضلاع وتهتك ونزف بالرئة، وجرح شديد في المنطقة التناسلية مع كسر غير مستقر في أسفل العمود الفقري إضافة إلى كسور متفرقة في الحوض وعظمتي الفخذ والكتف الأيسر، كذلك كسر مفتوح ومتهتك في الكاحل الأيسر، فيما كانت حالة الثاني أقل خطورة بعض الشيء، حيث كان مصاب بكسر في الفقرة القطنية الثالثة مع ضغط على النخاع الشوكي وعدة كسور مع إزاحة وتهتك في الورك والفخذ الأيمن ومفاصل وعظام أمشاط القدم اليمني، هذا بالإضافة إلى أن كلا منهما كان يعاني من نزيف حاد وعدم قدرة على الحركة.
هذا ما ذكره د. أشرف علي حموه استشاري جراحة العظام والعمود الفقري بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان والحاصل على الزمالة الألمانية والسويسرية ورئيس الفريق الطبي الذي أجرى العملية.
وأضاف قائلاً: كانت حالتهما حرجة للغاية نتيجة لفقدان الدم الشديد الناتج عن النزيف الذي تعرضا له في أماكن متفرقة من الجسم، إضافة إلى تعدد الكسور وتهتك العظام بشكل كبير حيث تم إجراء الإسعافات الأولية للحفاظ على استقرار الحالة الصحية لكل منهما، ومن ثم خضعا لعدد من الفحوصات الإشعاعية والمخبرية والتي ساعدت الفريق الطبي في التعرف على الإصابات بدقة.
وتابع رئيس الفريق الطبي المعالج بقوله: لقد تم إجراء العمليات بشكل متواصل، حيث استغرقت كل حالة حوالي 15 ساعة حيث تم تثبيت العمود الفقري وإرجاعه بشكل سليم مع تخفيف الضغط عن النخاع الشوكي والأعصاب وتثبيت الكسور بصفائح خاصة بأقل قدر من التدخل الجراحي، حيث إن صعوبة هذه العملية تكمن في تعدد الكسور والتهتكات والنزيف الشديد الذي كانا يعانيان منه.
وأشار د. أشرف علي أن المريضين خضعا لمراقبة دقيقة بالعناية المركزة في المستشفى وسيبدآن فترة التأهيل والعلاج الطبيعي بعد فترة قصيرة بمشيئة الله، مؤكداً على أن إجراء تلك الجراحات يحتاج لمستشفى متكامل وغرف عمليات مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات للسيطرة على تلك المشكلات العديدة في وقت قليل وبأعلى قدر من الدقة، إضافة إلى وجود كادر متخصص للتعامل مع تلك الحالات الحرجة والطارئة خاصة الناتجة عن حوادث الطرق.
واختتم حديثه بقوله إن الفريق الطبي تمكن بفضل الله من علاج تلك الحالات بشكل متميز حيث إن إجراء تلك العمليات بشكل متواصل مرة واحدة يقلل من نسبة المضاعفات وسرعة التأهيل والسيطرة على الحالة في وقت أقل كما يجنب المرضى التعرض للتخدير أكثر من مرة.