الرسالة الإلكترونية المفتوحة التي بعثتها طفلة مدرسة «البقاقير» لمسؤولي وزارة التربية والتعليم لا تمثلها هي، بل تمثل المجتمع برمته. أي أنها رسالة مجتمع. ويدعم ذلك الرأي، أنها مكتوبة بلغة وفكر إنسان راشد، وليس بلغة وفكر طفلة. وهذه الرسالة، لِمَن لم يطّلع عليها، عبارة عن صور للأوضاع المتهالكة للمدرسة، وصور أخرى لمدارس بنات في أمريكا وأوربا، مع مقاطع مكتوبة تطالب بإصلاح أوضاع المدرسة وبعدم الانجرار وراء قضايا التدريس المختلط أو التربية الرياضية، لأنها ليست أولوية، مقارنة بإصلاح المباني والمناهج.
هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يحاول الرأي العام فيها طرح معاناته مع المدارس الحكومية وحتى الأهلية. لكن ما يميز هذه الرسالة أنها ربما حاولت «توجيه» ولن أقول «تسييس» القضية، بمعنى أن رفض كاتبها للتعليم المختلط في المرحلة الابتدائية الدنيا ورفضه للتربية الرياضية، تم تمريرهما داخل سياق آخر هو إصلاح المباني. أقول: ربما، وربما لم تدر في مخيلة كاتبها هذه المحاولة، بل في مخيلة من اطلعوا على هذه الرسالة. ويدعم الربما الثانية، أن الكاتب استشهد بالمدارس الأمريكية والأوربية، وأكيد أنه يعلم تمام العلم، بأن الدراسة فيها مختلطة والتربية الرياضية متوفرة للبنات قبل الأولاد.
هذه القراءات المتعددة الأوجه لم تكن لتكون، لولا ردود الفعل المختلفة التي أثارتها هذه الرسالة، وهذا يدل دلالة قاطعة على أن الناس ستتبع كل السبل الممكنة لإيصال معاناتها، مكتوبة ومصورة، لمسؤولي وزارة التربية والتعليم. أي أن القضية ليست لا سواليف ولا حكي.