كتاب المؤمن الصادق ألف قبل خمسين عاماً.. وترجمه الدكتور غازي القصيبي العام الماضي.. وهو كتاب موفق في موضوعه مناسب في وقت ترجمته.. فنحن اليوم نعيش حراكاً اجتماعياً وتنموياً هائلاً نحتاج فيه إلى مثل تلك الكتب.. وهذه لقطات أراها خلاصة الكتاب:
1- كلما استحال على الشخص أن يدعي التفوق لنفسه.. سهل عليه ادعاء التفوق لأمته أو لدينه أو لعرقه أو لقضيته المقدسة.
2- يميل المرء إلى الاهتمام بشئونه الخاصة.. أما عندما لا تكون شئونه الخاصة ذات أهمية.. فهو ينزع إلى نسيانها ويبدأ بالاهتمام بشئون الآخرين الخاصة من خلال الغيبة والتطفل والفضول والتدخل فيما لا يعنيه.. وإبداء اهتمام زائد وغير طبيعي بالشئون المجتمعية والقومية والعرقية.
3- المساواة بلا حرية تخلق استقراراً أكثر من الحرية بلا مساواة.
4- عندما يقترن الإبداع مع الفقر فإنه يكون خالياً من الإحباط.. فالكاتب والفنان والعالم مهما بلغ فقره فهو يعيش حالة من الثقة بالنفس نتيجة لإبداعه.. ومما يثير الانتباه أن غياب القدرة الإبداعية لدى الفرد مؤشر على نزعة قوية تدفعه إلى الالتحاق بالحركات الجماهيرية.. وهي حالة من الرغبة في الإفلات من الذات المحبطة والاستجابة للحركات الاجتماعية.. لذلك نجد أن الكاتب والفنان والعالم الذي نضبت قريحته الإبداعية يصبح متطرفاً وينسحب هذا الحال على العاجزين جنسياً.
5- الحركات الجماهيرية لا تستطيع مواجهة المجتمعات المتماسكة الروابط سواء كانت روابط الأسرة أو القبيلة أو الوطن.. لهذا فإنها تسعى أولاً لتفكيك تلك الروابط القوية المتماسكة وتلجأ إلى بعثرتها وتحطيمها حتى يمكنها جني حصاد المواجهة.
6-إن وضع الأقلية حرج دائماً بصرف النظر عن الضمانات المستمرة من القانون أو من القوة التي تتمتع بها تلك الأقلية.
7- الشعور «بالأقلية» أو الدونية العرقية أو المذهبية يولد حالة من الرفض مهما كان النجاح الذي حققه الشخص.. فهو سوف يشعر بالفضل في اختراق الدائرة المغلقة على الأكثرية المسيطرة.. الأمر الذي يعزز شعوره بعدم الانتماء للأغلبية.. فعوامل النجاح والثروة وتفوقه الفردي يجلانه ينفر من الاعتراف بالنقص الذي يعوق عملية الاندماج.. لذلك نجد أن الأكثر نجاحاً والأقل نجاحاً هم الأكثر ثورة على الوضع السائد.. والاستجابة إلى الحركات الجماهيرية.