**انتشرت وتوسَّعت وتكاثرت الصحافة الإلكترونية..
**اليوم نحن إزاء عشرات الصحف الإلكترونية التي تبث على مدار الساعة.. وهي تتفاوت في حضورها ودورها.. قوة وضعفاً..
**هناك صحف إلكترونية أثبتت كفاءتها وحضورها.. وصار لها اسم ودور وتفاعل معها المتلقي..
**وهناك صحف ضعيفة تنقل من الصحف اليومية.. وتعيد نشر الأخبار والمقالات والآراء كما وردت في الصحف.. فهي عبارة عن مجموعة نقولات من هنا وهناك وليس لها جهود ذاتية.
**وهناك صحف - كما يقال- أن مراسليها هم مجموعة صحفيين يعملون داخل الصحف اليومية (الورقية) يأخذون الأخبار قبل طباعتها أو بعد صدور الطبعة الأولى للصحف.. ثم يتم تسريبها للمواقع الإلكترونية على أنها أخبار خاصة بهذه الصحف الإلكترونية.
**وهذه ليست قضيتنا ولكن قضيتنا.. أن الأمور تتجه الآن إلى العمل الإلكتروني.. فالمكتبات التي كانت تحتل مساحات كبيرة ويجد فيها المسؤولون عنها.. صعوبة في الصيانة والتخزين والتبويب والمتابعة.. هي اليوم تحولت إلى مكتبات إلكترونية ورقمية.. بل تستطيع أن تشترك من خلال جهازك في عشرات المكتبات ويكون تحت طلبك عشرات الآلاف من العناوين تستدعيها متى شئت.. وبالتالي.. فإن المكتبات هي الأخرى.. صار لها بدائل ولم يعد أحد يذهب للمكتبة - إلا للبحث عن مخطوطة أو كتاب نادر - أو محاولة كسر (روتين) جلسة البيت.. لأن أغلب المصادر والمراجع وأمهات الكتب والدوريات.. بل وأكثر الكتب الصادرة حديثاً.. كلها موجودة في النت.. وبالتالي فإن العمل الورقي.. صار مهدداً.
**تزور بعض الشركات.. وربما بعض القطاعات الأخرى.. وتجد مكاتب كثيرة.. بل ربما من عدة أدوار.. وربما لا ترى ورقة واحدة.. لأن العمل إلكتروني.
**وهكذا في حجوزات المطارات والفنادق وربما التسوق أحياناً يتم من خلال النت.
**اليوم.. هناك تحول سريع للعمل الإلكتروني.. ومن هنا فإن هذا التحول السريع... قد حكم على كل من لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر.. جاهل وأمي.
**الشباب اليوم.. كلهم متمكنون من أجهزة الكمبيوتر.. حتى من دون خضوعهم لدورات.. بل إن بعضهم يجيد صيانة الجهاز ويتعامل معه بتمكن عجيب.. ومن هنا.. فإن المستقبل القريب.. يحمل في داخله.. إلغاء العمل الورقي.. وستكون الأمور كلها.. إلكترونياً.. وفي تصوري.. أنه يتعين على الجميع - حتى على المتقاعدين- أن يخضعوا أنفسهم لدورة سريعة في التعامل مع العمل الإلكتروني.. وسيجدون أنفسهم جزءاً من هذا العالم الجديد.. بدلاً من أن يعيشوا على الهامش.
**اليوم.. وأنت جالس في بيتك.. تستطيع قراءة صحف العالم كله.
**تستطيع أن تعرف أخبار أي دولة بكل دقة.. وكما لو أنك واحد من مواطنيها المقربين من الأحداث في داخلها.
**ومع هذا التطور والتقدم الإلكتروني السريع.. لا زال هناك من يرى أن العمل الورقي، ومنها الصحافة الورقية، أنها ستظل باقية قوية مؤثرة ولها دورها رغم أننا قرأنا عن اختفاء بعض كبريات الصحف العالمية الشهيرة.. وتحولها إلى صحافة إلكترونية.
**وهكذا الشأن في المكتبات.. هناك من يرى أن المكتبات الورقية القائمة الآن.. ستظل كذلك.. وستحافظ على روادها وسيكون لها دورها ولن تموت.. ويؤكد أن المكتبات الإلكترونية والرقمية.. لن تُغني عنها أبداً مهما كان حجم دور وحضور هذه المكتبات الإلكترونية.
**العمل الورقي والشأن الورقي.. له طعمه ومذاقه بالنسبة لنا.. ممن أمضى حياته كلها في التعامل مع الورق.. ولا يمكن ببساطة أن نتخلى عن الكتاب أو الصحيفة أو المجلة.. فالكتاب تستطيع حمله والتنقل به في كل مكان.. أما الكمبيوتر.. فهو حمل ثقيل يحتاج إلى شحن.. ونقل.. وفتح وأمور أخرى.. بل هو أيضاً يتعب البصر.. ويدعو للملل...وبالذات لكبار السن.
**يبدو لي.. أن مصانع وشركات الورق.. مهددة بالإفلاس.. وأن أسعار الورق التي بلغت خلال السنوات الماضية أرقاماً قياسية لم تمر بها أبداً.. ستعود إلى النزول بشكل إجباري.. نظراً لتدني الطلب على الورق.
**هناك حرب على (الورق) وقد يموت هذا الورق ويصبح جزءاً من الماضي.
**نعم.. ربما نقول.. إن الورق يحتضر.. وإن البدائل الإلكترونية قادمة بقوة.. حتى داخل المساجد.. تشاهد اليوم من يقرأ القرآن من خلال جهازه الجوال.
**نحن (الجيل الأول) نخاف على الورق.. ونتمنى أن يبقى له رونقه وبريقه وحضوره و (كلٍ يحوش النار على قْريصه).