الثروة المائية مهدرة وتعاني السعودية من شح في الماء، لكن لا أحد يهتم بالمحافظة على الماء ولا أرى نشاطاً وحراكاً بهذا الاتجاه.
يوجد مبادرات وكراسي بحث وجامعات وجهود وزارية لكنها في رأيي لا تتناسب وحجم كارثة الشح المائي وتأثيرها على أجيالنا القادمة!
في المقابل ثمة من يقرأ مشاركتنا في قمة العشرين الاقتصادية قراءة سوداء ويصفها بأنها تمثِّل خطراً على مستقبل الأجيال وحقهم في النفط وأن وجودنا في هذه القمة ما هو إلا وسيلة للضغط علينا لتثبيت سعر مخفض للبرميل بزيادة إنتاجنا وزيادة العرض للحد من الارتفاع في السعر.
نحن لا نعيش بالنفط وحده وعلاقاتنا مع العالم علاقات مصالح متبادلة وسعي جاد نحو الاستثمار في الإنسان وتطويره ورفاهيته والإسهام الجاد في السلام العالمي واستقرار الشعوب.
هذا الاتجاه الاعتزالي في التفكير لا يتناسب وطموحاتنا وطموحات أجيالنا القادمة التي لن تخدمها وفرة السيولة ما لم يكن بمقدورها التفاعل الإيجابي مع حضارة وتقدم العالم.
مشاركة السعودية في أعمال قمة الدول العشرين الاقتصادية تتطلب قراءة واعية تقدّر طموح هذه القيادة وسعيها لجلب المصالح لشعبها من خلال الاستقرار الاقتصادي الذي تتعهد بضمانه عبر الالتزام بعدم إغراق السوق مثلما أيضاً هي ملتزمة بعدم احتكار السلعة الحيوية وحرمان العالم منها بدافع الرغبة في ارتفاع الأسعار. التوازن السعودي مطلوب ومتحقق تظهر فيه مراعاة مصالح الحاضر الأمنية والاقتصادية والنظر بجدية إلى مصالح المستقبل المصيرية.
المكانة التي بلغتها السعودية عالمياً من خلال دورها الواعي في إدارة السوق النفطية أو من خلال مواقفها الثابتة في دعم السلام والاستقرار ومحاولاتها الجادة في تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب وعلاقاتها المتميِّزة مع أغلب دول العالم هي في رأيي ثروة مهولة مدخرة للأجيال لا تقل أهمية عن السيولة التي تجلبها براميل النفط.
f.f.alotaibi@hotmail.com