Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/06/2010 G Issue 13788
الثلاثاء 17 رجب 1431   العدد  13788
 
ضمن الدور الثاني من المونديال
البارغواي واليابان يرصدان ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخهما

 

سيكون المنتخب الإسباني مطالبا بتأكيد «مصداقيته» أنه قادر على أن يكون متواجدا على منصة التتويج في 11 يوليو المقبل عندما يتواجه مع نظيره البرتغالي اليوم الثلاثاء على ملعب «فري ستايت ستاديوم» في كايب تاون ضمن الدور الثاني من مونديال جنوب إفريقيا 2010.م

ولم يكن مشوار أبطال أوروبا سهلا على الإطلاق في دور المجموعات حيث اجبروا على حسم تأهلهم في الجولة الأخيرة بفوزهم على تشيلي (2-1 ) وذلك بسبب الخسارة المفاجأة التي منيوا بها في مستهل مشوارهم أمام سويسرا (صفر-1) التي وضعت حدا لمسلسل انتصاراتهم عند 12 على التوالي وألحقت بهم الهزيمة الثانية فقط في 49 مباراة، قبل أن يستعيدوا توازنهم بفوزهم على هندوراس (2-صفر) ثم تشيلي ليتأهلوا مع الأخيرة إلى الدور الثاني وفي صدارة المجموعة، ما جنبهم مواجهة البرازيل متصدرة المجموعة السابعة.

ومن المؤكد أن موقعة «فري ستايت ستاديوم» مع كريستيانو رونالدو وزملائه في منتخب «برازيليي أوروبا» ستكون الامتحان الحقيقي لمقدرات «لا فوريا روخا» الذي يسعى للتأكيد بأنه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، وبأنه أصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964م.

قد يعتقد البعض أن طريق المنتخب الإسباني أصبح أسهل بتصدره للمجموعة الثامنة لأنه تجنب البرازيليين، لكن المعطيات تؤكد عكس ذلك خصوصا بعد الأداء الدفاعي المحكم الذي قدمه المنتخب البرتغالي أمام أبطال العالم خمس مرات في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة السابعة، حيث أقفل المنافذ على رجال كارلوس دونغا وحرمهم من الوصول إلى المرمى بعدما شل مفاتيح اللعب تماما.

وقدم المنتخب البرتغالي وجهين مختلفين تماما في مشواره خلال النسخة التاسعة عشرة حتى الآن، وقد أظهر «سيليساو دوس كويناش» مرونة تكتيكية ملفتة لأنه بعد أن قدم أداء هجوميا كبيرا أمام ساحل العاج (صفر - صفر) وكوريا الشمالية (7-صفر)، بدا كأنه منتخب الإيطالي في السبعينات والثمانينات حيث طبق أسلوب ال»كاتيناتشيو» الذي اشتهر لأول مرة مع المدرب الأرجنتيني هيلينيو هيريرا مع إنتر ميلان الإيطالي خلال الستينات.

وقد يلجأ كيروش إلى هذا الأسلوب مرة أخرى أمام إسبانيا خصوصا أن «لا فوريا روخا» يتميز بلعبه الهجومي الذي يستند بشكل أساسي على الاستحواذ على الكرة والاعتماد على مواهب لاعبي وسطه تشافي هرنانديز وأندريس أنييستا وخيسوس نافاس أو دافيد سليفا وفرانسيسك فابريغاس، وحتى أن دافيد فيا الذي أصبح أفضل هداف إسبانيا في نهائيات كأس العالم (6 أهداف) يلعب في الجهة اليسرى وليس كرأس حربة، فيما يتولى فرناندو توريس مهام المهاجم الصريح.

ويدرك المدرب الإسباني فيسنتي دل بوسكي صعوبة المهمة التي تنتظر رجاله وهو أكد مباشرة بعد التأهل إلى الدور الثاني أنه ليس مرتاحا على الإطلاق لأن أبطال أوروبا تجنبوا مواجهة المنتخب البرازيلي وذلك لأن المنتخب البرتغالي ليس أسهل من «سيليساو» على الإطلاق.

وتعرض المنتخب الإسباني إلى ضربة عشية موقعته مع البرتغال بإصابة مدافعه راوول البيول لإصابة في ساقه اليمنى حيث نقل إلى أحد المستشفيات من أجل إجراء الفحوصات اللازمة، لكن مدافع ريال مدريد ليس من العناصر الأساسية في تشكيلة دل بوسكي، خلافا لزميله في النادي الملكي تشابي ألونسو الذي قد لا يتمكن من مواجهة زميليه الآخرين في ريال مدريد رونالدو وبيبي الذي عاد إلى تشكيلة البرتغال بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة.

وتعرض تشابي ألونسو لالتواء في الكاحل الأيمن خلال لقاء أبطال أوروبا مع تشيلي وهو قد يغيب عن لقاء الثلاثاء أمام البرتغال حسب ما أكد دل بوسكي، فيما سيكون توريس جاهزا للعب لأن الإصابة التي يعاني منها ليست سوى مشكلة عضلية بسيطة.

ويأمل دل بوسكي ألا يصاب بالإحباط الذي اختبره نظيره في المنتخب البرازيلي كارلوس دونغا عندما واجه البرتغاليين، لأنه كان حانقا تماما على أسلوب الدفاعي الذي طبقه منتخب كيروش الذي حافظ على سجله الخالي من الهزائم في 18 مباراة على التوالي، وفي حال نجح في تجنب الهزيمة خلال الوقتين الأصلي والإضافي أو الفوز بالمباراة سيعادل الرقم القياسي الذي سجله المنتخب بين 2005 - 2006 و بقيادة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري.

البارغواي × اليابان

يرصد المنتخبان البارغوياني والياباني الأنجاز التاريخي وبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخهما عندما يلتقيان اليوم الثلاثاء على ملعب «لوفتوس فيرسفيلد ستاديوم» في بريتويا ضمن الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في جوهانسبورغ.

وتسعى البارغواي إلى حذو جارتها الأوروغواي حاملة اللقب عامي 1930 و1950 والتي نجحت في خطف بطاقتها إلى الدور ربع النهائي للمرة الأولى منذ عام 40 عاما بتغلبها على كوريا الجنوبية 2-1 فيما تمني اليابان النفس بتعويض فشل جيرانها محاربي التايغوك في تخطي الدور الثاني، وان كان الكوريون حققوا نتيجة رائعة في المونديال الذي استضافوه واليابان عام 2002 عندما بلغوا الدور نصف النهائي قبل أن ينهوا البطولة في المركز الثالث.

ولم يسبق للبارغواي التأهل إلى الدور ربع النهائي في مشاركاتها السبع السابقة وكانت أفضل نتيجة لها الدور الثاني أعوام 1986 و1998 و2002، أما اليابان التي تخوض غمار النهائي للمرة الثالثة على التوالي في تاريخها فيبقى أفضل إنجاز لها في العرس العالمي هو بلوغ الدور الثاني على أرضها واليابان عام 2002 فيما خرجت من الدور الأول عامي 1998 و2006م.

والتقى المنتخبان 6 مرات حتى الآن وكان الفوز من نصيب البارغواي في مناسبتين الأولى 2- 1 في مباراة دولية ودية في طوكيو 1995، والثانية في كوبا أميركا عام 1999 في أسونسيون برباعية نظيفة في أسونسيون، مقابل خسارة واحدة (صفر-2) عام 2001 في سابورو. أما المباريات الثلاث الأخرى فكانت ودية وانتهت جميعها بالتعادل.

وحجز المنتخبان البارغوياني والياباني مقعديهما في الدور ثمن النهائي عن جدارة واستحقاق، فالأولى تصدرت المجموعة الخامسة أمام سلوفاكيا ونيوزيلندا وإيطاليا بطلة العالم، في حين انتزعت اليابان المركز الثاني في المجموعة السادسة خلف هولندا بفوزين على الكاميرون والدنمارك وخسارة أمام المنتخب البرتقالي.

وتبدو كفة المنتخبين متكافئة للمرور إلى الدور الثاني بيد أن المهمة لن تكون سهلة أمامهما في ظل خطي دفاعهما القويين حيث لم يدخل مرمى البارغواي سوى هدفا واحدا مقابل هدفين في مرمى اليابان.

وحذر شينجي أوكازاكي، المهاجم الياباني الوحيد الذي هز الشباك في المونديال الحالي بما أن الأهداف الثلاثة الأخرى حملت تواقيع لاعبي الوسط كيسوكي هوندا (هدفان) وياسوهيتو أيندو، لاعبي منتخب بلاده من القوة البدنية والدفاعية للمنتخب البارغوياني، وقال: «هناك العديد من المنتخبات الهجومية في أمريكا الجنوبية، لكن باراغواي تختلف عنهم بقوتها الدفاعية».

وشاطر يوكي آبي زمليه الرأي بقوله «دفاعهم منظم بشكل رائع، لديهم القوة البدنية والمهارات الفنية. أعتقد بأن مهمتنا ستكون صعبة أمامهم».

وآبي هو بين 12 لاعبا في منتخب المدرب تاكيشي أوكادا في المونديال، خاضوا المباراة الدولية الودية أمام البارغواي في سايتاما في مايو 2008 وانتهت بالتعادل السلبي. وقال مهاجم مايوركا الإسباني السابق وفيسل كوبي حاليا يوشيتو أوكوبو «في الواقع البارغواي قوية وشرسة وماكرة. اعتقد أن المباراة ستكون صعبة».

ويعرف مدرب اليابان أوكادا تاكيشي البارغواي جيدا كونه واجهها مرتين الأولى وديا (1- 1) في طوكيو في 17 مايو 1998 استعدادا لمونديال فرنسا، والثانية في 27 مايو 2008 في سايتاما.

وكان أوكادا دخل التاريخ في اليابان عندما قاد المنتخب إلى نهائيات مونديال عام 1998 لأول مرة في تاريخه قبل أن يخسر مبارياته الثلاث في العرس العالمي، ثم سطر إنجازا آخر الخميس الماضي لأن منتخب بلاده بلغ ثمن النهائي للمرة الأولى بعيدا عن أراضيه وجماهيره، ومن المؤكد أن هذا المدرب يبحث عن إنجاز جديد يضيفه إلى سجله.

وقال أوكادا الذي استلم الإدارة الفنية لليابان للمرة الثانية عام 2007 خلفا للبوسني ايفيكا أوسيم: البارغواي قوية إلى حد كبير، وعلينا أن نقاتل أمامها من أجل مواصلة مشوارنا في البطولة.

وأضاف أوكادا الذي سطر دور الأربعة هدفا له في جنوب إفريقيا: بصراحة، هنا فجوة كبيرة بيننا والمنتخبات الأخرى في مجالات كثيرة، ولكن بإمكاننا الكفاح والقتال بكتلة رجل واحد، لقد أثبتنا بأن كرة القدم هي لعبة جماعية.

من جهته، أكد الظهير البرازيلي الأصل ماركوس توليو تاناكا الذي سجل هدف اليابان الوحيد في مرمى البارغواي في المباراة التي خسرتها وديا (1-2) عام ،1995م : إنه لم يكن يرغب في مواجهة البارغواي في ثمن النهائي، وقال «إنهم بارعون في مباريات الحياة أو الموت. لكن كما أقول دائما نحن منتخب التحدي الذي ليس لديه أي شيء يخسره. علينا أن نكافح من أجل الفوز».

في المقابل يأمل المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو في مواصلة إنجازه على رأس الإدارة الفنية للمنتخب البارغوياني بعدما أبلى بلاء حسنا معه ونجح في إخراجه من المعنويات المهزوزة عقب الخروج المخيب من مونديال ألمانيا 2006 إلى تألق لافت في التصفيات باحتلاله المركز الثاني إلى جانب تشيلي وخلف البرازيل المتصدرة وأمام الأرجنتين الرابعة، وكذلك في النهائيات عندما قاده إلى الدور الثاني للمرة الرابعة في تاريخه. وقال مارتينو: «نملك لاعبين من الطراز الرفيع وآخرين موهوبين، سنحاول الاستفادة من هذا المزيج لنتخطى اليابان ونحقق الحلم الذي يراود البارغواي منذ زمن بعيد».



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد