صدر جدول دوري زين للمحترفين للموسم المقبل بعد أن استخدمت القرعة في إعداده لأول مرة بعيداً عن جدول عقارب الساعة.. والذي كان المعتمد في إعداد الجدول في السنوات الماضية.. ورغم أن الظاهر في الجدول هو التغيير والتطوير إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.. فالقرعة الموجهة التي اعتمدت حافظت على نفس النمط والإطار السابق للجدول بحيث تم تقسيم الفرق لمستويات محددة ثم سحبت القرعة بنفس الطريقة السابقة لجدول عقارب الساعة ما أعطى نفس النتيجة النهائية مع تغييرات طفيفة لا تتعدى أسماء الفرق وليست مستوياتها.. وهو السبب الذي جعل الجميع يتذمر من الجدول السابق لنجده في الجدول الجديد..
وباستعراض الجدول نجد أن جميع الفرق وأخص بالذكر هنا الكبيرة منها والمنافسة على البطولة حظيت بجدول جيد من حيث عدم مقابلة الفرق القوية بشكل متتال باستثناء بطل الدوري الهلال الذي جاءت مبارياته من الجولة السادسة وحتى العاشرة أمام فرق قوية ومن مستوى واحد تقريباً، حيث سيواجه الأهلي ثم الاتحاد فالاتفاق ثم الشباب وأخيراً النصر في الوقت الذي تمتعت فيه الفرق المنافسة بمباريات سهلة ومرتبة بحيث تسبق أي مباراة أمام فريق كبير مباراة مع الفرق الأقل وتليها أيضاً مباراة بنفس المستوى ما يمنح الفريق فرصة إراحة لاعبيه وإنهاء إيقاف الموقوفين منهم وكذلك الاستعداد جيداً للمباراة القوية المقبلة على عكس الهلال الذي سيلعب خمس مواجهات متتالية مع فرق قوية لا مجال فيها للتفريط بالنقاط أو إراحة اللاعبين أو الاستفادة من البطاقات الصفراء بين المباريات القوية.. وهذا الوضع كان مصدر غرابة لأنه الوحيد من بين 14 نادياً الذي تسلسلت مبارياته القوية بشكل متتال وبشكل أسوأ من الجدول السابق المعتمد نظام عقارب الساعة.. وبالنظر للمستويات التي تم تصنيفها والتدخل في توجيه المباريات نجد أنه من المفترض أن يسري على الهلال ما يسري على الاتحاد والنصر كونهما في نفس المستوى بحيث تلعب هذه الفرق مع فرق من نفس المستوى الأدنى..
ولأن القرعة جاءت موجهة ومحددة سلفاً فإن مصدر الغرابة يزداد وتكثر التساؤلات، ولعلني هنا أستذكر كيف يتم تداول بعض الأفكار حول عملية إجراء أي قرعة وفي أي بطولة أو بلد ومنها ما يُسمى الكرة الباردة بحيث يتم تبريد بعض الكرات ليتم تمييزها عند السحب وبالتالي وضع الفريق المراد توجيهه أمام أي فريق مقترح وهذا يذكّرنا بما حدث في دوري أبطال آسيا هذا العام، حيث تم تداول مقابلة الهلال للغرافة القطري منذ صباح يوم إجراء القرعة وقبل إجرائها فعلياً.. ما يعني إمكانية توجيه بعض الفرق تجاه بعضها.. وكذلك يمكن تغيير ملمس بعض الكرات لتمييزها عن غيرها وهكذا وهذه أمور معروفة ومشهورة لدى من يتولون عمليات إجراء القرعة في العالم ما يعني عدم التسليم ببراءة وسلامة عملية إجراء القرعة في أي مسابقة.
وعلى أي حال فالنتائج التي خرجت بها قرعة زين ستجعل الفريق الهلالي يواجه أصعب الفرق خلال فترة مشاركته في دوري أبطال آسيا ما يفرض على الفريق التضحية ببعض المباريات أو حتى إرهاق الفريق وتشويش ذهن لاعبيه بمنافسات محلية مشتعلة وقوية سيكون لها تأثير قوي على مشاركته خارجياً وهو ما جعل الكثير من الجماهير الهلالية تتوقع موسماً سيئاً العام القادم بالنظر للأوضاع الفنية والإدارية غير المستقرة للزعيم رغم الجهود التي تبذلها الإدارة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة!
لمسات
- بعدما حدث في لقاء ألمانيا وإنجلترا وخصوصاً عدم احتساب هدف لامبارد في الشباك الألمانية أعتقد أن تجربة الحكام الخمسة ستكون مفيدة في مثل هذه الحالات.. حيث يرفض (الفيفا) اللجوء للتقنية الحديثة لمساعدة الحكام بينما سيكون الحكم الخامس والرابع خلف الشباك مساعداً بفعالية في ظل تطور كرة القدم وعدم مجاراة الحكام لسرعة اللعب واللعبة.. وشخصياً أتمنى أن يبادر الاتحاد السعودي لكرة القدم بتطبيق هذه الفكرة محلياً والتي ستكون داعمة للحكام المحليين خصوصاً في ظل ضعف مستويات عدد كبير منهم وهذه الخطوة ستجد بالتأكيد ثناء الاتحاد الدولي الذي يدعم الاتحاد الأوروبي بتطبيقه لتجربة الحكام الخمسة في بطولة أوروبا (أبطال الكؤوس سابقاً).
- الفارق بين الهلال والآخرين ليس فقط فنياً والذي انعكس على عدد بطولاته الكبيرة (خمسين بطولة) إنما الفارق في الفكر ومساحة الحرية المتاحة للجميع والتعامل الحضاري باحترام الرأي وتقبّله والتعامل معه في إطاره الرياضي بعيداً عن التشنج الموجود في الأندية الأخرى!
- بدأ الجد في كأس العالم وبدأت الكوارث التحكيمية تظهر من أفضل حكام العالم.. ولأن الأخطاء جزء من اللعبة فهي مقبولة طالما الحكم يقود المباراة بشكل متميز باستثناء الاختلاف معه في قرار أو آخر وليس قدرته وكفاءته كما يحدث محلياً!
- رغم أن الاتحاد بدون إدارة فعلية إلا أنه أول الجميع استعداداً وحسماً لصفقاته وجهازه الفني شأنه شأن النصر الذي بدأت تحركاته مبكراً.. في حين معظم الأندية وعلى رأسها الشباب المشارك آسيوياً ما زالت بدون مدربين ولم تحسم صفقات لاعبيها الأجانب بعد!
- وجود الأرجنتين والبرازيل وإسبانيا وهولندا في مربع كأس العالم إذا ما تحقق سيكون لمصلحة الجماهير الرياضية لمتابعة مربع ذهبي عالي المستوى يعوّض بقية مباريات المونديال المتواضعة!