الغالبية العظمى من المتابعين توقّعوا فوز ألمانيا على إنجلترا لعلّ أكثرهم إصراراً على ذلك هو القيصر باكنباور، ولكن غير المتوقّع هو النتيجة الكبيرة التي هزّت إنجلترا بأكملها، فبالإضافة إلى الأهداف الأربعة، نجح الألمان في ترويض الإنجليز، وقد كان منظرهم يدعو للشفقة وخصمهم الشاب يحتفظ بالكرة لأطول وقت ممكن وباستعراض أبهر المتابعين، رغم أنّ الألمان لا يميلون للاستعراض، في تلك اللحظات كان حال جون تيري ولامبارد وجيرارد وروني وبقية رفاقهم، كمن يتمنى نهاية المباراة والمغادرة بسرعة لغرفة الملابس في عملية إخلاء سريعة.

قلناها منذ البداية إنّ الدوري القوي كان بفضل تواجد نجوم غير مواطنين في الدوري الإنجليزي ويستحيل على المنتخب أن يستفيد منهم، وبالتالي فالخروج من المونديال كان مسألة وقت ليس إلاّ..

فإنجلترا ألحقت بفرنسا وإيطاليا بسرعة فائقة، ولم يبق إلاّ من يستحقون البقاء والتنافس على الكأس العالمية..

ولعل ما لفت الأنظار إلى اللقاء الكبير، هو المنهجية التي يلعب بها المنتخب الألماني الذي يعرف لاعبوه جيداً أدوارهم ومهامهم، كما كان ملفتاً التعاون والجماعية التي تمثلت بالأهداف الثلاثة لبورولسكي وللشاب المذهل توماس موللر.. وستكون المواجهة الكبرى بين الأرجنتين وألمانيا ملتهبة وصعبة، وستمثل اختباراً حقيقياً لمارادونا أولاً ولفريقه ثانياً، فالمنتخب الألماني منظّم وحيوي وشبابه قادرون على اللعب 120 دقيقة، والهجمات المرتدة يطبقها بمثالية نموذجية..

بقيت الإشارة إلى أنّ حكام الساحة لا زالوا يؤدون مهامهم بنجاح، فيما يتحمل المساعدان مسئولية عدم احتساب هدف لامبارد الصحيح في مرمى ألمانيا واحتساب هدف تيفيز غير الصحيح في مرمى المكسيك.

وغداً يتجدد الحديث عن المونديال..