Al Jazirah NewsPaper Tuesday  29/06/2010 G Issue 13788
الثلاثاء 17 رجب 1431   العدد  13788
 
بصريح العبارة
الوفاء.. في تكريم العطاء..!!
عبد الملك المالكي

 

الليلة تكتمل لحظة بعمر (الملايين) من العاشقين.. بألف ألف عام من عمر الوفاء للراقين.. لحظة تقرب مسافات (الزمن) في بيت كل (الأهلاويين).. لحظة يقول فيها الزمن بلسان حال (المخلصين) لرجل (العطاء) رجل الصفاء والنقاء: طبت وطاب مسعاك يا (خالد) في قلوب كل المحبين.

الليلة الثلاثاء السابع عشر من رجب لعام ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين للهجرة، يقدم (أهل الوفاء) لرمز الوفاء جُل معاني الوفاء؛ تتويجاً ومعزة وفيض نقاء يتجاوز عتبات الحب عشقاً لخالد (العطاء)، خالد القلوب، خالد الوطن، خالد الرياضة الذي نستمد من حكمته ورقيه وسمو خلقه كل معاني الوفاء..

خالد الاسم الذي بنى لرياضة الوطن (صرحاً أكاديمياً) يحفظ للأجيال (مكانة) ترقى سُلم المجد بفكر رياضي (احترافي) عالمي الصبغة محلي (الصناعة).. فكر راق يكفل للأجيال الرياضية القادمة (استثمار) عقول لبنة المستقبل وعمادها بنضج تربوي وعلم يُعنى بالنشء وينقش في الحجر أسس الرياضي المكتمل المعالم.

خالد الرسم الذي جعل من تواصل بناء (العقول) قبل الأجساد طريقاً معبدا بإقامة صرح (قطاعي الناشئين والشباب) عبر قلعة (الشموخ) النادي الأهلي.. قطاع حيوي مهم يُكمل المسيرة عبر توارد (الرؤى) وسداد الروية.. هم ناشئون أسسوا في درجة البراعم.. وصقلوا في مرحلة عُمرية غاية في الأهمية ليصعدوا شباباً متسلحاً بالعلم مدعوماً بالمهارة.. لينثروا عبر أريج الوطن (نوابغ) مستقبل رياضي مشرق قوامه (الإنسان) وعماده (الشباب) ورهانه تقدم رياضة وطن..

خالد الحصاد الذي وصل بحصاد عشقه الأبدي (النادي الأهلي) لعتبة (الألف بطولة).. يرصد بفخر (تفرد) منجزها (ألف قصة).. فيما يقف خلف خراجها.. رجل بقامة وهامة خالد الإنجازات.. ليأتي التقدير في قالب تتويج عطاء الخالد في القلوب أولاً من لدن خادم الحرمين الشريفين - أطال الله بقاءه - عبر (الوثيقة التاريخية) الوثيقة الأغلى منجزاً وشرفاً، وثيقة (سفير الوطن) ودرع التفوق الرياضي التي حصدها (النادي الأهلي) كنتاج طبيعي لفكر رائد وقائد بحجم ورقي ومكانة خالد.

خالد الذي يزاحمنا في (محبته) رجال تتجاوز عاطفتهم وصدق مشاعرهم (أزمة الألوان)، ولا تربط (عُرى) محبتهم تلك لخالد القلوب (مصالح) أو مطامع.. إخوة لي بسيدة الصحافة العربية (الجزيرة) التي وقفت على مدى أربعين عاماً خلت سنداً لفكر خالد، وعوناً لدعم وجهته الرياضية التنافسية الشريفة.. محبة في الله لا أخال أخي وصديقي الأستاذ محمد العبدي إلا واحداً من ملايين يحبون خالد حباً متجرداً خالصاً يذهب معه (زبد) المنتفعين جفاء أمام صدق الرجال الذين يعون ويقدرون ويحترمون خالد..

لكل مَن أسهم ويسهم الليلة في تكريم (خالد القلوب) كل الشكر وعظيم الامتنان والتقدير.. ولخالد الرمز.. خالد الوفاء.. في ليلة تكريم العطاء، من كل رياضي عرف عن قرب أو سمع عن هذا الرجل الكبير مقاماً وقدراً، له كل محبة وشكر وعرفان، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.

ما وراء الشمس..!!

أخذاً بقول المولى - عز وجل - {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} لن أتحدث عما قصر العقل البشري عن فهمه، ولن أخوض فيما ليس لي به علم.. فما وراء الشمس، وخلف المجرات من خلق الله، يجعلنا نسبِّح المولى - جلت قدرته -، ونكبر تهليلاً وتعظيماً لشأنه سبحانه وتعالى.

لكن ما يمكننا الحديث عنه، ويفصل بيننا وبين (فهم) آلية عمله، هو (صنع البشر)، البشر الذين تُشرق (الشمس) شمسنا عليهم قبلنا، وهم من سكان أرضنا، يتنفسون هواءنا، وسماؤهم سماؤنا.. هل عرفتموهم؟.. إنهم أبناء (السحنة الصفراء) الذين ملأوا الأرض وشغلوا الناس.. إنهم أبناء القارة الذين سطروا مجدها فوق أرض المناضل الأسطوري نيلسون مانديلا..!!

نعم، فما سطره الكوريون الجنوبيون وأبناء عمومتهم اليابانيون في المونديال (الأسود) يجعلنا نرفع (القبعات) احتراماً لعملهم (الدؤوب)، وتقديراً لتشريفهم (القارة) في المحفل الدولي.. فدول ما وراء الشمس.. قهرت بتقدمها (التقني) قبل الكروي أعتى الدول (ازدهاراً وتقدماً).. وقدمت عبر (إنسان) التقدم العلمي أروع الأمثلة وأرقاها، وإن بمجال كان حكراً على غيرها ردحاً من الزمن.. مجال كرة القدم الحديثة التي تدين (طوعاً) للإنسان (المنظم) المحترف حقاً.. الإنسان الذي جعل من كرة القدم (صناعة)، ومن الصناعة (استثماراً)، ومن الاستثمار (علماً) يُدرس ألف باه عبر لغة (الساموراي).. لغة تقنية كرة القدم في الألفية الثالثة، ولن أقول الثانية..!!

فكوريا الجنوبية واليابان وأينما حطت راحلتهم في كأس العالم الحالية، سيعودون وهم الأكثر إعجاباً وإبهاراً.. ولا عجب في ذلك ولا غرو أن ندعو أنفسنا ومن حولنا لنتعلم سواء ببعثات (دراسية) أو بحوث استشرافية أو بهما معاً.. لنصل وإن بعد حين إلى ما وصلوا إليه في عالم (صناعة) كرة القدم، علنا نتعلم شيئاً يفيدنا.. ويرفع من شأننا الكروي، وإن اضطررنا إلى العودة إلى الصفوف ما قبل الأولى.. فالمهم أن نصل كما وصلوا.. وأن نترك لنا بصمة في تاريخ (المونديال) كما فعلوا.. فهل نفعل ذلك؟

ضربة حرة..!!

إذا قصرت يدك عن المكافأة.. فليصل لسانك بالشكر..!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد