انطلق الجدل مجدداً حول ضرورة أن تلحق كرة القدم بركب الرياضات الأخرى واستخدام التكنولوجيا بعدما تغاضى الحكم عن هدف صحيح سجله فرانك لامبارد خلال مباراة منتخب بلاده إنجلترا مع نظيره الألماني 1-4 في الدور الثاني من مونديال 2010 وكان لامبارد سجل هدفاً صحيحاً عندما كانت النتيجة 2 - 1 لألمانيا بعدما تجاوزت الكرة خط المرمى بشكل واضح، لكن الحكم الأوروغوياني خورخي لاريوندا ومساعده لم يحتسبا الهدف رغم وجودهما في موقع مناسب تماما لمعرفة إذا كانت الكرة تجاوزت الخط، وهو ما حصل فعلا بحوالي نصف متر عندما كان الإنجليز في قمة اندفاعهم من أجل العودة إلى أجواء اللقاء الذي تخلفوا خلاله صفر - 2 وسيرفع هذا الخطأ التحكيمي من حدة الجدل حول ضرورة لجوء الاتحاد الدولي «فيفا» إلى الفيديو أو أي تكنولوجيا أخرى من أجل تجنب أخطاء مماثلة، وذلك أسوة برياضات أخرى مثل الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة أو الركبي وكرة المضرب.
وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان ما حصل خلال تصفيات المونديال الحالي عندما لمس الفرنسي تييري هنري الكرة بيده خلال الملحق الأوروبي أمام إيرلندا قبل أن يمررها إلى زميله غالاس الذي سجل هدف التعادل بعد التمديد، والذي سمح لبلاده بالتأهل على حساب الأيرلنديين. ويرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم بشخص رئيسه السويسري جوزف بلاتر استخدام التكنولوجيا في الرياضة الشعبية الأولى في العالم لأنه سيتوقف اللعب حينها من أجل تحديد إذا كان هناك خطأ ما أو هدف لم يحتسب، ما سيؤثر على «العامل الإنساني» في اللعبة.
وفي السادس من مارس الماضي، اعتقد الجميع أن كرة القدم توصلت إلى خطوة ثورية عندما قررت اللجنة المخولة وضع قوانين اللعبة أن تبحث ولأول مرة مسألة تقديم مساعدة تكنولوجية لحكم المباراة، لكنها رفضت في نهاية المطاف خلال اجتماع لها في مقر الاتحاد الدولي في زيوريخ اللجوء إلى الفيديو أو الكرة الذكية.
وأكد بلاتر رفضه أيضاً إلى أن يحذو حذو الاتحاد الأوروبي برفع عدد الحكام المساعدين في مباريات كأس العالم، كما يعتبر رئيس الاتحاد الدولي أن اللجوء إلى الفيديو ليس الحل المثالي لمساعدة الحكام، وقال بالحرف الواحد: «لا أعتقد بأن وقف المباراة للحكم بواسطة الفيديو على حادثة تثير الجدل أمراً مثالياً».
ولم يتردد رئيس الاتحاد الأوروبي ميشال بلاتيني في ديسمبر الماضي في القول بأن نظام التحكيم المتبع حاليا «مات» وهذا ما شجعه على اعتماد خمسة حكام في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعد أن طبق هذا الأمر في مسابقة «يوروبا ليغ» الموسم الماضي، كما سيعتمد خمسة حكام في كأس أوروبا 2012 ومن ضمنها التصفيات المؤهلة إلى البطولة القارية. وكشف أمين عام الاتحاد الدولي جيروم فالك أمس السبت بأن الفيفا يفكر بإمكانية استخدام خمسة حكام (اثنان خلف المرمى)، لكنه لن يبحث مسألة اللجوء إلى الفيديو. وتعتبر رياضة الركبي سباقة في استخدام الفيديو من أجل مراجعة بعض الأحداث التي تثير شك الحكم وذلك منذ 2001 كما تستخدم تكنولوجيا عين الصقر في كرة المضرب حيث يتحدى اللاعبون قرار الحكم في حال شعروا أن القرار لم يكن صحيحاً برأيهم.