ماذا لو قال الطبيب للمريض لن (أمنحك) العلاج ولكنني أمنحك حرية الصراخ؟!
ماذا لو قال الغني للفقير لن أمنحك المال ولكنني أمنحك حرية التسول؟
ماذا لو قال تاجر القماش للعاري المحتاج سأمنحك ثوباً من الحرير شريطة ألا تبيعه؟
ماذا لو قال الصائغ للشحاذ سأضع في أصبعك خاتماً من الذهب ولكن ليس بمقدورك أن تخلعه؟!
ماذا لو قال صاحب العقار للشاعر المتشرد سأسمي هذه العمارة باسمك ولكنني لن أسمح لك بالسكنى فيها؟
ماذا لو قال صاحب المطعم للجائع لن أمنحك لقمة ولكنني أتيح لك حرية الغناء أمام المطعم؟
ماذا لو قالت وزارة الثقافة والإعلام للأديب سأمنحك حرية الانتخاب ولكنني لن أمنحك رسم الاشتراك في النادي الأدبي؟!
بالطبع كل (الماذات) السابقة مبعثها ال(ماذا) الأخير، وال(ماذا) الأخير يتعلق بما أعلنته وزارة الثقافة والإعلام (مشكورة) فيما يخص لائحة الأندية الأدبية، التي حملت كل (ما هو طيب)، ولكنها لم تتطرق لصندوق الأديب (الذي يساعده على الضمان الصحي)، ويوفر له راتباً تقاعدياً يقيه ذل السؤال إزاء العجز أثناء الحياة وحفظ كرامة أهله بعد الموت. هذا الصندوق برأيي المتواضع أهم من كل مواد اللائحة التي تمنحه حرية الاختيار؛ وذلك لأن الخبز قبل الحرية مهما كانت المسوغات والتبريرات والمكابرات أيضاً.
فهل فكرت وزارتنا العزيزة في ذلك؟
أعتقد أن ذلك (لن يغيب لها عن بال)!!