لا يُفسد على المرء خطَطَه، غير أن يتدخلَّ في أمرِها من لا يفهمُها،..
ولا يعُثِّر مسارَها أكثرَ من عجزِ وسائلِها عن تنفيذِها،.. وامرؤٌ يُخطِّطُ، ويرأسُه من لا يفهم، وخططٌ توضعُ ولا تتحقق لها وسائل ذات كفاءة، مآلهما واحدٌ، هو التجمد في صقيع..
وموسمُ الصقيع زمنٌ لا ينتهي، ومؤشرٌ لا يتَّجهُ لصيفٍ ولا لربيعٍ..
والمصابون بنزلات الصقيع عشراتٌ، في كلِّ مكانٍ تتجمدُ فيه خططُهم، وتعجزُ فيه وسائلُها..
هناك رهقٌ يصيبُ المرءَ كلَّما عملَ، وتكسَّرتْ سيقانُه دون أن يبلغ مرماه،
وهناك مصحَّاتٌ، كلَّما زُجَّ فيها المصابون، التهمت أكثر..، تتساءلُ عمَّن يعملُ، ولا يُنتِجُ، والحصاد هشيمٌ، والناسُ تنتظرُ من يُنتِجُ ولا يُنْبِتُ، والأرض يبابٌ.. لكنَّ نادراً من هو نطاسيٌّ ماهرٌ، يعرف منطلقَ الشرارة، ومنتهى السقوط.