كثر الإلحاح عليَّ من بعض الإخوة للكتابة عن بعض ثغرات ومشكلات السياحة الداخلية، وأنا أدفع هذا الموضوع عن ريشة قلمي لشعوري بعدم الفائدة من طرحه، فقد سبقت الكتابة عنه من عدد من الكتاب ونشرت بعض التقارير الصحفية عن حالة السياحة الداخلية في بلادنا، مبرزة الجوانب الإيجابية، والسلبية، وظلَّت معظم السلبيات كما هي كما هو موجود في الواقع، فالواقع في مثل هذه المجالات هو الشاهد العدل الذي لا يمكن تكذيبه.
كثر الإلحاح من بعض الإخوة فسألتهم عن المشكلات التي تعاني منها السياحة في الداخل، وعن السبب في عدم مخاطبتهم لهيئة السياحة، واللجان المختصة في إمارات المناطق بشأن ما يرونه من مشكلات وسلبيات، فكانت الإجابة المشتركة، إنهم يفعلون ذلك منذ أعوام، ويسمعون وعوداً ولا يرون تنفيذاً.
تتلخَّص السلبيات في نقاط محدَّدة حسب ما يتداوله الناس وهي:
1 - ارتفاع الأسعار الذي لا يتناسب مع مستوى الخدمات المقدمة في الشقق المفروشة على اختلاف مستوياتها، والشكوى من الأسعار مستمرة نسمعها منذ أعوام، وهي مرتبطة بعدم التناسب بين السعر والخدمة المقدمة، والنظافة المطلوبة.
2 - عدم وجود برامج سياحية مقدَّمة من الفنادق والشقق المفروشة كما هو معروف في أنحاء العالم، وعدم معرفة موظفي المواقع السياحية بهذه المواقع، مما يفقد السائح القدرة على استثمار وقته بصورة ممتازة، ويقيس السائح هذا الجانب بما يجده في بعض البلاد التي يزورها للسياحة فيجد فرقاً كبيراً لا مجال للقياس معه.
3 - عدم تحقُّق الهدوء في معظم أماكن الإقامة بسبب عدم وجود نظام واضح يفرض على السائحين الالتزام به، ومن المعروف أن الناس إذا تُركوا دون تعليمات يحدثون من الضجيج والجلبة ما لا تتحقق معه الراحة أبداً.
4 - هنالك مشكلة كبيرة في نظر المسافرين بين مدن المملكة براً، ألا وهي سوء الخدمات في محطات الوقود، والاستراحات الموجودة على جانبي الطرق الطويلة، وتدني مستوى النظافة في كل شيء؛ في المطاعم، والمرافق العامة، وغرف السكن، والمساجد، ودورات المياه إلى درجة كبيرة فيها إساءة إلى سمعة الوطن، خاصةً إذا أراد المسافر الموازنة بين ذلك وبين نظائره على الطرق السريعة في الدول المجاورة، وهذا يجعل السفر براً ضرباً من العناء المتواصل المرهق لعدم وجود خدمات متميزة ترغب المسافر في الوقوف للراحة.
5 - عدم مراعاة خصوصية الأسرة المحافظة في بعض مطاعم الفنادق، فكثيراً ما يصطدم هؤلاء بعدم وجود زوايا مخصصة مستورة لهم ولأهلهم، بينما هذا هو الأصل وغيره الاستثناء.
6 - هنالك شكوى يكاد يتفق عليها الناس من عدم التأهيل الصحيح لأساليب التخاطب لدى موظفي الاستقبال في كثير من المواقع السياحية، خاصة الشقق المفروشة الفندقية وغير الفندقية ولاسيما إذا كان موظفو الاستقبال من الشباب الصغار الذين لا يحسنون التخاطب الجيد، ولا الانضباط في الحركة ولغة الجسد، ولا في احترام النزلاء والاهتمام بهم.
7 - اعتماد اللغة الإنجليزية في الفنادق بصفة خاصة لغةً أولى وكأن الفندق في بريطانيا أو أمريكا وليس في المملكة العربية السعودية، ويؤكد الجميع أنهم حينما ينبهون الموظفين والموظفات الذين يردون عليهم في مواقع الخدمات في الفنادق يقولون: خاطبوا إدارة الفندق فهي التي تشترط علينا الردَّ بالإنجليزية حتى لو كان من نتحدث إليه من عوام الناس الذين لا يقرؤون ولا يكتبون.
هذه مجموعة مشكلات يطرحها الناس، ومن هنا نطرحها ونؤيد مطالب هؤلاء الذين يدعمون السياحة الداخلية، ونقول لهيئة السياحة: إن تحسين الأداء في هذا المجال بوضع الأنظمة ومتابعة تنفيذها سيكون إنجازاً كبيراً له ثمرته الواضحة وأثره الواضح، وهذا جزء من حق المواطن الحريص على دعم السياحة الداخلية محققاً بذلك ما يؤمله المسؤولون في لقاءاتهم وأحاديثهم عبر وسائل الإعلام المختلفة.
إشارة:
«إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه».