واشنطن – موفد الجزيرة – سعد العجيبان :
يعقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لقاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، ويطرح خادم الحرمين على مائدة النقاش عدة موضوعات يأتي في مقدمتها عملية السلام المتعثرة والملف النووي في المنطقة، إضافة إلى عدد من الموضوعات التي تهم البلدين المتعلقة بتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات. وتأتي زيارة خادم الحرمين للولايات المتحدة الأمريكية عقب مشاركته - حفظه الله - في قمة العشرين في كندا بحضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول مجموعة العشرين. كما تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين مؤكدة على حرص المملكة على إقامة علاقات متكافئة مع القوى الكبرى والتي ارتبطت معها بشبكة من المصالح التي يمكن وصفها بأنها جاءت كانعكاس لدورها المحوري المتنامي في العالمين العربي والإسلامي، والتي سعت من خلالها إلى توسيع دائرة التحرك السعودي على صعيد المجتمع الدولي. وتحاول المملكة أن تتفاعل مع مراكز الثقل والتأثير في السياسة الدولية مع تحمل كل ما يترتب على هذه السياسة من تبعات ومسؤوليات. وبالنظر إلى تاريخ العلاقات السعودية - الأمريكية نجد أنها بدأت من منظور السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز - رحمه الله - القائمة على استقلالية القرار والبحث عن العلاقات الصديقة التي تحقق مصالح المملكة دون تعرضها لأي تأثيرات سلبية، والمبنية على تنويع الصلات الدبلوماسية مع جميع الدول وفقاً للمبادئ التي تقوم عليها المملكة. وعبر عدد من القنوات الدبلوماسية من منطلق إستراتيجية الملك عبدالعزيز الرامية إلى تنويع العلاقات مع الدول وعدم الاتكاء على دولة واحدة، عززت تلك الإستراتيجية حكمته - رحمه الله - في التعامل مع الدول وفقا للظروف والتزاما بالمبادئ، وباعتماد سياسة الشفافية مع جميع الدول معلنا وبوضوح عن متطلباته وأهدافه. وبذلك لم تكن المملكة مرتبطة بعلاقات مع دولة واحدة فقط، بل استفادت من انفتاح العلاقات مع الجميع، وكان الأسلوب الذي استخدمه الملك عبدالعزيز في علاقاته مع الدول رغم تنافرها وتناقض مصالحها في المنطقة يقوم على الصراحة وعدم الارتباط بدولة معينة على حساب مصالح بلاده أو علاقاته مع الآخرين. وعند تقييم الولايات المتحدة للعلاقات الدولية للمملكة، وجدت أنها مرتبطة بالعديد من الدول سواء باتفاقيات دبلوماسية أو تجارية، فبدأت العلاقات السعودية الدبلوماسية مع الولايات المتحدة آنذاك، وعكست ما يدل على عمق السياسة الخارجية السعودية وارتكازها على المبادئ قبل المصالح، كما تدل على عمق موقف المملكة في العلاقات الخارجية واستقلالية القرار السعودي. وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يقف اليوم في واشنطن مستخدما ثقل المملكة وأدوات تأثيرها على صانعي القرار بما يحمي مصالح المملكة والعالم العربي والإسلامي والدولي بشكل عام.