انتهت الدراسة في المدارس الابتدائية، ومع هذا فالمعلمون والمعلمات ومديرات المدارس ومديروها والوكلاء والوكيلات والإداريات والإداريون، وكل طاقم المدارس عليها العمل والحضور إلى المدرسة وعدم مغادرتها حتى نهاية الدوام! لا عمل للجميع سوى الثرثرة، وتشغيل مكيفات الهواء، وتناول الأطعمة والسندوتشات التي ستشغل المطاعم القريبة من المدارس، وجعل الشوارع ممتلئة بالسيارات!
والنتيجة، زحمة الشوارع بالسيارات وزيادة الأحمال الكهربائية من خلال تشغيل آلاف أجهزة التكييف والأجهزة الكهربائية في آلاف المدارس في عموم المملكة.
الدولة، وأجهزة الإعلام، وشرائح المجتمع جمعيها تطالب بترشيد الكهرباء، وتطالب بتنظيم تدفق المركبات في الشوارع وضبط حركة سيارات نقل المعلمات والمعلمين، ومع هذا لا نعالج قضايا تبدو بسيطة إلا أنها مهمة ومهمة جداً، مثل الإصرار على عمل المعلمات والمعلمين حتى الثامن من شهر شعبان القادم نهاية عمل المدارس وحسب «رزنامة التربية والتعليم». الرزنامة لم تفرق بين عمل المراحل الدراسية، فالدراسة في المرحلة الابتدائية تختلف عن الدراسة في المرحلة المتوسطة، كما تختلف كذلك عن المرحلة الثانوية، والذين يعملون في التربية والتعليم يعرفون كم هي معاناة المعلم والمعلمة في المرحلة الابتدائية والتعب الذي يُبذل مع طفل يتشكل ثقافياً وتربوياً، وهذا ما يتطلب من المعلمين والمعلمات بذل جهود مكثفة، وتعب يظل يتواصل طوال أشهر الدراسة، وهو ما يعلمه ويعرفه كل من يعمل في سلك التعليم، فمعلمة ومعلم المرحلة الابتدائية أكثر المعلمين والمعلمات مشقة وتعباً، وقد حاولت وزارة التربية والتعليم مكافأة هؤلاء «الكادحين» بتقديم إجازاتهم إلا أن هذه «المنحة» لم تستمر، وبدلاً من ذلك كافأتهم بأن يتواصل عملهم ويظلوا قابعين في المدارس بدون عمل، وزيادة أحمال الكهرباء، وإرباك حركة السير وشغل شوارع مدن المملكة، وهذه النقطة مهمة جداً خاصة فيما يتعلق بوصول المعلمات إلى المناطق البعيدة.
ومع إيماننا بأن الأعمار بيد الله، إلا أن «الموت» يهدد بعض المعلمات اللاتي يواجهن الخطر يومياً في ذهابهن إلى المدارس وعودتهن لبيوتهن، فكم من معلمة انتقلت إلى رحمة الله، وإذا كانت هذه المعلمة مجبرة على الذهاب إلى المدرسة خارج المدن وأنها تؤدي عملها، فإنها تذهب وتعود دون أن تؤدي عملاً نافعاً سوى إرضاء رغبة وزارة التربية والتعليم في مساواة عذاب المعلمين والمعلمات.
jaser@al-jazirah.com.sa