كلما تذكّرت بيت الشعر الشعبي الذي كتبه الشاعر حمود البغيلي الذي قال:

الغرب يصنع طائرات وصواريخ

والشرق الأوسط راح نفطه بلاشي

فإنّ الألم يتسلّل إلى أعماقي محاولاً تحطيم الإرادة التي بداخلي، لأننا في حقيقة الأمر أصبحنا أضحوكة، بل ألعوبة في يد أعداء الإسلام الذين أوجدوا الكثير من الوسائل لتدمير عقول شبابنا وإبعادنا عن قضايانا وعن تراثنا وآدابنا وأخلاقنا.

لقد تعدّى الأمر إلى ما هو أكبر من النفط، فأصبحت قيمنا وعقيدتنا وأمجادنا وأصالتنا ومكتسباتنا معرّضة للخطر والثمن الرخيص، لقد تم غزونا فكرياً وعقائدياً وإعلامياً، وأصبحت وسائل الإعلام المرئية تمثل الخطر المحدق، لأنّ كثيراً من القنوات الفضائية وبرامجها وأهدافها لا يخرج عن كونه جناية على العقول والأذواق، فهي لا تحمل فكرة خلاّقة يستفاد منها، ولا تحمل هدفاً سامياً يحترم.

إنّ أغلب ما يعرض في هذه القنوات يساهم في قتل الابتكار والإبداع، وأصبحت في حالة مزرية مؤسفة لا تقدّر للأخلاق مكانتها، وتتعارض مع التوجهات الروحية والأخلاقية لهذه البلاد التي ترفض كل ما يسيء لأهدافها وتاريخها وأمجادها ومكانتها، وترفض كل ما من شأنه تفريق الصف والنّيل من وحدة الهدف، وهي تدرك أنّ هذه القنوات تكرّس العصبية، وتدعو إلى مسح الثقافة الإسلامية والعربية!! لا تميّز بين الصالح والطالح، وتتلاعب بتراث الأسلاف الصالحين، مما أوجد آثاراً سلبية على كل من يتابع هذه القنوات، مما جعلها تفقد ثقتها في نفسها ولدى من يشاهدها!

هذه القنوات ترى أنّ مستقبلها منوط بمحاكاة أعداء الإسلام ومجاراتهم، والسّير في الطريق الذي يؤدي إلى تبديد الطاقات، إننا لا نريد لهذه القنوات بأموالها وقدراتها أن تصبح لقمة سائغة في أفواه من يحاربون الله ورسوله أعداء الله وأعداء الإسلام ... فهل من عودة إلى الصواب؟؟

***