لاأنكرأن الخلاف والاختلاف (بينهما فرق..!) هما قديمان وقائمان منذ أن فكر الإنسان ونظر حوله، ومنذ أن بدا التأليف في تراثنا كانت هناك مؤلفات تناقش أدبيات الاختلاف وتناقش وجهات النظر حوله، وفي القرآن الكريم (ولا يزالون مختلفين) واختلفت خير القرون وكان هناك ما يسمى اختلاف تنوع مقبول، واختلاف تضاد أشغل الكثير.
ودائماً كلما اقترب الباحثون من بعضهم البعض في تخصص كان هذا القرب سبباً في اختلافهم، لكن في الأزمان المتقدمة كانوا يختلفون ولا يفترقون، والآن لأدنى درجة من الاختلاف تأتي 0فرقة ومعارك ونقاشات علية ونقاشات شخصية.
أكثر ما يؤثر في النفس أن الكثير من أصحاب التخصص الواحد هم الأكثر اختلافاً بل ونقداً لبعضهم البعض وملاسنة وتشكيكاً في بعضهم البعض، ولا أنكر أن هذه الظاهرة موجودة في التراث لكنها في عصرنا بارزة أكثر.
يرى البعض أن سبب الخلافات بين الباحثين والكتاب والمؤلفين ليس لاعتبارات علمية بل ظاهرة لاعتبارات شخصية، وهو في الحقيقة خلاف على الزعامة والوجاهة والمال!!
والغريب أن الاختلاف الذي يخدم المعلومة في نظر البعض قد ذهب وحل محله الخلاف الذي يقتل المعلومة ويجعلها سيفاً وسهماً يطعن بها كل باحث آخاه الباحث. انظروا على سبيل المثال أي بلد تكثر الكتابات عنه فتجد أن باحثي هذا البلد في أغلب الأحيان على غير وئام مع الأسف الشديد، لماذا؟.
للتواصل: tyty88@gawab.com