تخشى المكسيك من أن يكون أول هدف يسجله الأرجنتيني ليونيل ميسي في كأس العالم لكرة القدم في شباكها عندما تلاقي الأرجنتين في الدور الثاني للنهائيات اليوم الأحد وهو ما قد يبدد آمالها في الثأر من الفريق الذي أطاح بها من نفس المرحلة في البطولة قبل أربع سنوات. وستلتقي الأرجنتين - التي فازت في اللقاء السابق بين الفريقين 2-1 عقب وقت إضافي عام 2006 - مع المكسيك باستاد سوكر سيتي على مشارف جوهانسبرج بحثاً عن مكان في دور الثمانية أمام الفائز من لقاء إنجلترا وألمانيا. وسيلعب ميسي أمام زميله في برشلونة الإسباني رفائيل ماركيز - الذي سجّل هدف السبق للمكسيك في مباراة 2006 التي أقيمت في لايبزيج بألمانيا - وجهاً لوجه ثانية بعد أن حلَّ ميسي بديلاً قرب نهاية الزمن الأصلي للمباراة السابقة والتي واكبت ذكرى ميلاده 19. وقال ماركيز «نعلم أنه من الصعب انتزاع الكرة من ميسي لأنه لاعب سريع ويمكنه أن يغيّر اتجاهه وسرعته في أي لحظة. تمتلك الأرجنتين أفضل لاعب في العالم.» ولم يكن ميسي مع الفريق الخاسر في ثلاث مواجهات مع المكسيك وسجل هدفاً رائعاً في المباراة التي فازت فيها الأرجنتين 3- صفر في كأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عام 2007 وهدفاً آخر في المباراة الودية التي فاز فيها منتخب بلاده 4-1 في سان دييجو قبل عامين. ولم يسجّل ميسي إلى الآن في جنوب إفريقيا على الرغم من أنه صنع سلسلة من الفرص وسدّد في القائم مرتين ولا يزال هدفه في المباراة التي سحقت فيها الأرجنتين منتخب صربيا والجبل الأسود عام 2006 بنتيجة 6- صفر هو الوحيد له في مشاركته في نهائيات كأس العالم. وعند عقده مقارنة بين تأثيره مع الفريق في كأس العالم 1986 وتأثير ميسي الآن سرد دييجو مارادونا مدرب منتخب الأرجنتين قائمة بهدافي الفريق في نهائيات كأس العالم بالمكسيك وقال «قدمت يد المساعدة للفريق عندما احتاجني» مرجحاً أن يفعل ميسي بالشيء ذاته. وبدا هجوم الأرجنتين متألقاً وفي ظل تمسك المكسيك باللعب بثلاثة مهاجمين ستشكل مباراة اليوم الأحد مواجهة رائعة مثل تلك التي جرت قبل أربع سنوات عندما تعادل هرنان كريسبو قبل أن يسجّل ماكسي رودريجيز كرة رائعة في الوقت الإضافي ليمنح الفوز للأرجنتين ويتم اختيار الهدف كأفضل هدف في البطولة. وقال ماركيز للصحفيين: «الأرجنتين ليست على أفضل ما يرام دفاعياً. لديها خط هجوم رائع إلا أن نقطة الضعف لديها تتمثّل في الجناحين. يجب أن نضع الخطة المناسبة للمباراة لتقديم أفضل ما لدينا.»
إنجلترا × ألمانيا
تعاني ألمانيا من مشاكل بدنية بينما تكمن مشكلة إنجلترا في أذهان لاعبيها في ظل استعداد الغريمين القديمين لخوض أول مباراة من العيار الثقيل في دور الستة عشر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم اليوم الأحد.
وإذا كانت الوقائع السابقة تمثّل دليلاً على ما سيجري فإن اللقاء الخامس بين الغريمين في نهائيات كأس العالم والأول منذ فوز ألمانيا الغربية آنذاك على إنجلترا بركلات الترجيح في الدور قبل النهائي لكأس العالم 1990 لا يتوقع أن ينتهي بفوز صريح ومباشر لأي من الجانبين. وقد يحدث شيء غير معتاد ومميز ومثير وربما خلافي عندما يلتقي المنتخبان وجهاً لوجه في مباراتهما بالدور الثاني باستاد فري ستيت لأن شيئاً يحدث دوماً عندما تلعب إنجلترا مع ألمانيا. وربما لا يكون الماضي على صلة بما سيحدث عندما تبدأ المباراة إلا أن أصداء معينة من مواجهات المنتخبين العنيفة لا تزال تدوي منذ سنوات. ولا يترك الماضي أي آثار على الصعيد البدني في الوقت الحاضر إلا أن على لاعبي إنجلترا اجتياز الحاجز النفسي المتمثّل في عقدة الدونية التي يبدو أنها تظهر عند مواجهتهم للألمان أو أي قوة أخرى كبيرة وهذا أهم ما في الأمر. فمند فوزها على ألمانيا الغربية في نهائي كأس العالم 1966 فإن المنتخبات التي فازت عليها إنجلترا في مراحل خروج المغلوب في كأس العالم على مدار 44 عاماً كانت باراجواي وبلجيكا والكاميرون والإكوادور والدنمرك ولم تبلغ نهائي كأس العالم أو كأس الأمم الأوروبية من بعدها. وعلى العكس فقد ظهرت ألمانيا في 11 مباراة نهائية لبطولات كبرى وفازت بكأس العالم مرتين عامي 1974 و1990 وحلّت وصيفة للبطل ثلاث مرات أعوام 1982 و1986 و2002 وفازت بثلاثة ألقاب أوروبية وخسرت في ثلاث مباريات للنهائي.
ولا يوجد لدى الألمان أي مخاوف مترسبة من ملاقاة منتخبات كبيرة أخرى بينما يبدو أن الأسود الثلاثة الرابضة على شعار منتخب إنجلترا تتحول إلى قطط مذعورة صغيرة عندما تواجه منافساً خطيراً.
وربما لا يعاني فابيو كابيلو مدرب منتخب إنجلترا من أي مخاوف بسبب الإصابات إلا أنه سيتطلع لحدوث تحسن كبير في الأداء مقارنة بالمباريات الثلاث التي خاضها الفريق في دور المجموعات إذا ما أراد منتخب إنجلترا الحفاظ على أي أمل في التأهل لدور الثمانية. وتتمثّل المهمة الرئيسية لكابيلو قبل بداية المباراة في إقناع اللاعبين بأن الإخفاقات السابقة لا تعني شيئاً وأن طريقة تفكيرهم يجب أن تنصب على النواحي الإيجابية إذا أرادوا تحقيق الفوز. وتدرب لاعبو إنجلترا على تنفيذ ركلات الترجيح. ولا تزال هزيمة إنجلترا أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي لكأس العالم 1990 بإيطاليا وفي كأس الأمم الأوروبية 1996 بإستاد ويمبلي تشكل جروحاً حية بالنسبة لجماهير إنجلترا التي عانت كثيراً. وستظل المخاوف من التعرض لفشل آخر قائمة ما لم يتمكن منتخب إنجلترا من نسيان الماضي ويلعب مثل الأسود وليس القطط.