لو لم أكن أثق بالشخص الذي نقل لي القصة لقلت إنه يبالغ، ولنفترض جدلاً أنه يبالغ، أليس من حقه علينا أن ننقل قصته، وأن يكذِّبها المسؤولون، إن كانت غير صحيحة؟! والقصة باختصار أن مريضاً أصابته جلطة في مدينة الطائف، وأن كل المستشفيات في هذه المدينة الرئيسية اعتذرت عن استقباله نظراً لعدم وجود قسم قسطرة فيها، وأثناء إنهاء إجراءات نقله لمدينة جدة انتقل إلى رحمة الله، واعتبر أهل المريض أن المسؤول الأول عن وفاته، هي وزارة الصحة، التي أهملت مستشفيات الطائف إهمالاً واضحاً، على الرغم من حيوية هذه المدينة، كونها مقصداً مهماً للسياحة الصيفية.
أنا هنا سأكرر ما سبق أن طرحته، بأن يتولى مراقبة خدمات وزارة الصحة، جهة خارج الوزارة، وحينما طرحت هذا الرأي، فلأننا فقدنا الأمل في أن يستمع أحد لنا ككتاب، فدائماً تضع الوزارة لنفسها حصانة دفاعية، فمرة ترمي المسؤولية على وزارة المالية، ومرة على عدم وجود الكفاءات، ومرة على عدم وجود تنسيق بين الجهات، ومرة على أزمات دولية، ولم نسمع أو نقرأ أو نشاهد مسؤولاً صحياً يعترف بأن التقصير منشؤه نظام الوزارة نفسها، أو أداء العاملين فيها.
هذه المرة، نريد من الوزارة أن تقول لنا، هل صحيح أن المريض المصاب بجلطة يسافر إلى جدة من مدينة رئيسية مثل الطائف كي تُجرى له قسطرة قلبية ؟!