Al Jazirah NewsPaper Sunday  27/06/2010 G Issue 13786
الأحد 15 رجب 1431   العدد  13786
 
لما هو آت
بين الجذر والثمر..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

مسؤولية التدريس في مؤسسات التعليم العالي تتضاعف حين لا تكون الدراسة في المراحل التي تسبقها على صلة بها، وتكون غير مبنية على تدرج في الأهداف، وغالباً ما يقال إن الأهداف بعيدة المدى تتحقق داخل مؤسسات التعليم العالي بعد أن تكون قد تحققت في صورها المبدئية قبلها، ولا يحصد المنظرون تماما كما يأملون من هذه الأهداف إلى القشرة الخارجية لأهدافهم، بحيث يحصدون في النهاية فك الحرف، مهارة محصلة الأهداف، فخريجو الجامعات غالباً ما يفكون حروف كل خبرة تمر بهم، حتى إذا ما زجتهم مواقف المحكات مع لباب هذه الأهداف غرقوا في بحرها،.. ويجدون أنفسهم في النهاية قد عرفوا الأسماء ولم يتعرفوا على المضامين، ونالوا الصيت دون أن يأكلوا الفريسة.., من أجل ذلك كان في أهداف تطوير التعليم العام، وتحديث آلياته، وإجراء التعديل في خططه، ومدِّ ضَخٍّ من المضامين إلي مناهجه, والمسح بشعاع نور لخلايا وسائل تنفيذه، الكثير من الواقعية، وأولها أن تعد المدارس الدارسين بخبرات متدرجة تؤهلهم للامتثال للتعليم العالي بمهارات وكفايات وكفاءة تتناسب اطرادا مع برامج الدراسة في مؤسسات التعليم العالي، وفي المقابل لأن هذه المؤسسات الأخيرة مسؤولة مباشرة عن مخرجاتها التي يُفترض أن تكون قد حققت الأهداف البعيدة المرسومة ِلمُنْجَزِها، ومُنْتَجِها، فإن ما يحدث من تغيير في مناهج التعليم ما قبلها ينظر قدرات مؤهلة بسعة لأن تقوم مستقبلا بأداءاتها في المجتمع بكفاءة، ولعل ما يؤمَّل على سبيل التمثيل لا الحصر، أن تخرِّج الجامعات في كلياتها التربوية عناصر قادرة في تخصص تدريس اللغة العربية على تدريس مادة اللغة العربية التي قدر لها أن تصبح في كتاب واحد، لا يقوى على تنفيذه، بل لا يفترض أن يسند أمر تدريسه لمن ليس لديه كفاءة في جميع موضوعات العربية بحيث عند تدريسها تكون لديه المهارة والمهنية والسعة والكلية في أمر تفاصيل وأجزاء موضوعات هذا الاختصاص, وهذا الذي يستطيع التدريس الشامل بكفاءة تكامل أداء لمقرر اللغة العربية هو منتج مؤسسة التعليم العالي ومن قبل هو حصاد التعليم العام، إذ هي عملية متدرجة، ومترابطة ومحصلتها النهائية هي تحقق الأهداف الموضوعة والمرسومة منذ مشرق التعليم وحتى جني خيطه الأبيض..

لذا لا بد أن يجلس الجميع على طاولة ربط الأهداف من التعليم بشكل شامل يتحقق فيه التدرج والترابط والتواصل، دون أن يكون هناك أي شعور بفوقية التعليم الجامعي، أو ابتدائية التعليم ما قبله.. فكلاهما نسيج خيوطه لا تنقطع إلا عند بدء خطوة التعايش على أرض الواقع..

فما الذي ستفعله مسؤولية هذه المؤسسات لمواكبة عصا التغيير في جذور الشجرة ...؟ من أجل الأكمل الأجمل...



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد