لقد قلنا مراراً وتكراراً (إن الأمم تصنع التكنولوجيا ونحن الأمة الوحيدة التي تصنع الهذر.. لوجيا) باعتبارها المنجز العربي الوحيد والفريد في هذا القرن وسابقه أيضاً، لذلك لا يُلام عبدالله القصيمي حينما قال إن (العرب ظاهرة صوتية) وهذه الظاهرة (المقيتة) لا تكتفي بتعطيل العقل وتفعيل اللسان، بل إن لسانها لا يسمح لعقلها أن يفكر ولو قليلاً وإن حدث وفكر هذا العقل فالويل كل الويل له من ذلك اللسان (المثبط المحبط المتخبط المتهطع المتنطّع). والدليل على ما أقول هو أن الظاهرة الصوتية إياها تعلو حتى اللعلعة والجعجعة ما أن فكر بعض الشباب السعوديين المبدعين بصنع سيارة يقدمها العقل النيّر للسان المحيّر. فما أن أعلن الشباب المبدعون في جامعة الملك سعود عن ولادة أول سيارة سعودية (غزال1) حتى هبّ (المتنطعون) ليشككوا بالعمل، وجدواه الاقتصادية ومقارنته بأعمال سبقته لأكثر من قرن!! ومقارنة تكاليف هذه السيارة المحلية بالمقارنة بالسيارات المستوردة وإلخ إلخ من حذلقات وطزلقات لا تغني ولا تسمن من جوع. أي بمعنى آخر لو قام كل رجل أعمال بإقامة مشروع مفيد في منطقته لتسابق رجال الأعمال الآخرين على أعمال الخير وأوجد ذلك فرصاً شتى للازدهار والإعمار وروح المبادرة والتنافس النبيل على فعل الخير حقاً.. وفي هذه الحالة فإننا متأكدون تماماً بأن الدولة ستدعم مثل هذه الأعمال وتباركها وتذلل العقبات أمامها تماماً كما فعل سمو النائب الثاني وزير الداخلية في التوجيه بالإسراع في إنجاز مشروع نادي الطائي الرياضي وكذلك فعل أيضاً فقد سبقهم أيضاً الجراح السعودي (المفخرة) الدكتور صفوق الشمري الذي تمكن من تطوير أنسجة بشرية شكلت قلباً ينبض سيؤدي بإذن الله إلى الاستغناء عن زراعة القلب البشري والاعتماد على القلب الصناعي وهذا المنجز هو فخر للبشرية جمعاء. وقد سبقتهم أيضاً الدكتورة السعودية غادة المطيري المتخصصة في تكنولوجيا (النانو) والتي أصبحت بفضل ما تملك من عقل وطني رئيسة لمركز الأبحاث بجامعة كاليفورنيا الأمريكية (!!)
يبقى القول أخيراً.. ونحن نعيد لأذهان المثبطين والمحبطين ل(إبداعات العقل الوطني) ونذكرهم بتلك الأسماء المضيئة ك(بندر الغبين العنزي وصفوق الشمري، وغادة المطيري) على وجه التحديد مع احترامنا وإجلالنا لكل عقل سعودي مبدع لم نتذكره الآن. فلأننا حقيقة نريد أن نذكر أصحاب تلك الأذهان المحبطة أن هذه الأسماء قد جاءت من بيئات قبلية مغلقة فماذا يقول أصحاب تلك الأذهان عن أسماء ستجيء من بيئات حضرية منفتحة؟
بالطبع سيتضاعف الأمل لدينا بقدرة هذا العقل الوطني والذي سيلحقنا بركب حضارة الأمم بإذن الله لا محالة.