الجزيرة - الرياض

عرضت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، المخطط الشامل لإعادة استعمال مياه الصرف المعالجة في مدينة الرياض الذي اعد بمشاركة الجهات المعنية. وذلك خلال مشاركتها في الملتقى العلمي الذي نظمه كرسي الأمير خالد بن سلطان لأبحاث المياه في جامعة الملك سعود، تحت عنوان: «إعادة استخدام مياه الصرف في الدول النامية»، وافتتح أعماله يوم الاثنين الموافق 9 رجب 1431هـ في الرياض.وقدم المهندس إبراهيم الشايع مدير إدارة التخطيط البيئي والمرافق في الهيئة، ورقة عمل خلال الملتقى عن (المخطط الشامل لإعادة استعمال مياه الصرف المعالجة في مدينة الرياض)، عرض فيها المخطط الشامل وابرز ملامحه، وأهدافه الرامية إلى تحقيق مبدأ الاستدامة في استخدام المياه في المدينة، عبر الاستفادة القصوى من مياه الصرف المعالجة حالياً ومستقبلاً.وأكد الشايع أهمية زيادة ورفع مستوى الوعي بأهمية إعادة استخدام المياه المصروفة، ووضع الآليات التي تنظم استخدامها، والضوابط الفنية لذلك، منوهاً بأن ذلك من شأنه الحد من استنزاف الموارد المائية النادرة في مدينة الرياض، وتوجيه مصادر المياه وفق الاحتياج المناسب، وقصر استخدام مياه الشرب الأكثر تكلفة على الاستخدامات الضرورية فقط، تحقيقاً لمبادئ الاستدامة وإدارة الموارد المائية.وأوضح الشايع، أن المخطط أعد عبر ثلاث مراحل تخللها عقد ثلاث ورش بمشاركة كل من وزارة المياه والكهرباء والشركة الوطنية للمياه وأمانة منطقة الرياض ووزارة الزراعة وعدد من المختصين في هذا المجال، وتضمن دراسة مياه الصرف في جوانب: الكميات، النوعية، طرق المعالجة، الاحتياجات الحضرية وغير الحضرية المختلفة التي تتطلبها المدينة، الأنظمة والسياسات الحالية ذات العلاقة. وبين الشايع أن الهيئة ضمن المخطط أجرت مسحا لعينات من فئات المجتمع والمستخدمين المحتملين لهذه المياه، كشف عن قبول ودعم كبير لفكرة استخدام المياه المعالجة لري الأماكن المفتوحة والملاعب الرياضية وغسيل الشوارع وغيرها. وأشار إلى ارتفاع معدل الطلب على تلك المياه في استخدامات مختلفة من أبرزها: ري المزروعات وري المسطحات الخضراء والحدائق، والاستخدامات الصناعية والتجارية ومنها التبريد المركزي، مؤكداً أن هناك جهات عدة حكومية وخاصة، تقدمت بطلبات للحصول على كميات محددة من تلك المياه، من بينها أمانة منطقة الرياض، وزارة الزراعة، مركز الملك عبد الله المالي، محطة توليد الكهرباء في جنوب الرياض، ومصفاة الرياض وغيرها.وأضاف مدير إدارة التخطيط البيئي والمرافق العامة في الهيئة، أن المخطط الشامل لإعادة استعمال مياه الصرف المعالجة في مدينة الرياض، تضمن تحديد كميات مياه الصرف المعالجة التي يمكن إعادة استخدامها حتى عام 1450هـ، التي تتجاوز 1550 ألف متر مكعب يومياً، بناء على ما يجري تنفيذه، وما هو مخطط له، من مشروعات لمياه الشرب والصرف الصحي والمعالجة، حيث ستتم الاستفادة من كامل المياه المصروفة من المدينة في نهاية فترة المخطط - بإذن الله -.ويتضمن المخطط، عناصر من بينها: تنفيذ شبكة توزيع رئيسية على مستوى المدينة، وإنشاء محطات ضخ، ووضع نظم تشغيل متقدمة للتحكم في التوزيع، إلى جانب خطة مرحلية للتنفيذ، وتستند الخطة إلى عدد من السياسات التي تعنى بنوعية المياه المعالجة وفق المقاييس المحلية والعالمية، وتشجيع مشروعات إعادة استعمال مياه الصرف، بما في ذلك إعادة استعمال «المياه الرمادية» الذي بدأ تطبيقه بالفعل في عدد من المشروعات الكبرى، والاستفادة من تجربة إعادة استعمال المياه الأرضية المصروفة من المدينة، التي نفذتها هيئة تطوير مدينة الرياض في عدد من مشروعاتها الرئيسية ومنها حي السفارات والجزء الأوسط من طريق الملك فهد، ومتنزه سلام ومركز الملك عبد العزيز التاريخي.وستقوم وزارة المياه والكهرباء وشركة المياه الوطنية بالتعاون مع الجهات المعنية بتنفيذ المخطط بناء على الخطة المرحلية للتنفيذ.