يبدو أن عدوى مواعيد الانتظار طويلة المدة وصعوبة الحصول على مواعيد مع الأطباء قد انتقلت من المستشفيات والمستوصفات الحكومية إلى مثيلاتها في القطاع الأهلي الخاص.
إلا أن بعض المستشفيات والمستوصفات الأهلية خرجت (بلعبة) جديدة ليس ذكاء منها بل بهدف مادي بحت وهو استنزاف مزيد من المال، طالما أن غالبية مراجعيها مشتركين مع شركات التأمين، بالتالي هي تريد أن تكسب قدر الإمكان بمشاركة شركات التأمين.
وتتمثل تلك (اللعبة) في تقديم خدمة تسجيل مواعيد المراجعين بنظام الانتظار (المؤكد)!!
وفيها يتم تسجيل المراجعين المنتظرين بين مواعيد المراجعين الأصليين مع ضمان دخولهم على الطبيب.
طبعا غرض المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة ليس هو خدمة راحة المرضى بل كما أسلفت هو جمع المزيد من المال، وللأسف الشديد أن لذلك انعكاسا سلبيا على جودة الخدمة المقدمة، وأصبح له تأثيرا ملحوظا على الأطباء حيث إنهم أصبحوا مطالبين بفحص ومتابعة حالة عدد معين من المرضى بشكل يومي، وهذا يحتم عليهم اختصار الوقت المطلوب الجلوس فيه مع المرضى، من أجل استقبال كافة قوائم الانتظار، فأصبح بعض الأطباء وللأسف لا يقوم بأبجديات الفحص المبدئي ويكتفي بسؤال المريض أسئلة روتينية ومن ثم تحويله لعمل تحاليل وفحوصات إضافية بهدف مادي بحت، أو كتابة بعض الوصفات الطبية التي قد تكون مقرة سلفا لإحدى الشركات.
نسمع مقولة إن الأطباء هم ملائكة الرحمة في الأرض، وبالتالي فمن واجب الطبيب النزيه أن يحترم مهنته ويعتذر عن العمل في تلك النوعية من المراكز التي همها الوحيد جمع المال، وأن لا يكون همه هو عدد المرضى الذين يلتقيهم يوميا بل المهم كيفية علاجهم وإرشادهم بالشكل السليم فحياة الناس وأرواحهم ليست لعبة بيد من لا يخاف الله.
fax2325320@yahoo.com