يوقفني العديد من الإخوان ويتصل كثير من القُرّاء مستفسرين عن أسباب (نجاح) (وقدرة) نوري المالكي وحكومته والجماعة الذين يسندونه ويحافظون على وجوده في المنطقة الخضراء؛ لأنه الأفضل لخدمة مصالحهم.
في الواقع أن (الحالة العراقية) حالة غريبة لا وجود لها لا في الأنظمة الديمقراطية التي يقول النظام الجديد في العراق إنه يأخذ بها، ولا في الأنظمة الديكتاتورية، ولا حتى في الأنظمة العسكرية الانقلابية.. وقد لا يتطابق إلا مع قانون (وضع اليد)؛ فالمالكي وضع يده على الحُكْم في العراق، ولا تريد القوى التي تتحكم في العراق الآن، خاصة قوات الاحتلال الأمريكي والدولة التي تتبعها والأمم المتحدة، أن تتدخل على الأقل لإصلاح ما خربوه.
فالغزو والاحتلال وسكوت الأمم المتحدة هو الذي أوصل العراق إلى ما هو عليه الآن؛ ولهذا فالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومعهما الأمم المتحدة يتحملون مسؤولية أدبية وسياسية كبيرة جداً، وعليهم أن يتحركوا - حسب الأصول الدولية - ل (إجبار)، ولا نقول إقناع، السياسيين العراقيين، خاصة نوري المالكي والذين يتواطؤون معه لبقاء الأوضاع مجمَّدة حتى الآن.
كما أن على جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن تتحركا أيضًا لإنقاذ العراقيين والعراق من (وضع اليد) الذي فرضه نوري المالكي. وإذا لم تتحرك أمريكا وبريطانيا والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي فإن العراق سيغرق في مشاكل سياسية وفوضى حياتية، التي بدأت بوادرها تظهر في الأفق بعد توسع انتفاضة الكهرباء في البصرة والناصرية وسماوة إلى الكوت والديوانية، مهددة بالامتداد إلى كل محافظات الفرات الأوسط.
jaser@al-jazirah.com.sa