اعتادت الأم المعلمة أن تصطحب معها طفلتها يوميا إلى المدرسة، فالأم معلمة في المدرسة وطفلتها طالبة في الصف الثالث بالمدرسة ذاتها. وفي أحد الأيام فهمت الطفلة من حديث كان يدور بين أمها وأبيها أن أمها لن تذهب في اليوم التالي إلى المدرسة. لقد أصاب هذا الخبر الصادم الطفلة بحالة من القلق والضيق لكونها هي الأخرى ستغيب عن مدرستها.
أما سبب قلق هذه الطفلة من غيابها عن مدرستها فيعود إلى أن هذه الطفلة كانت تنتظر بلهفة قدوم اليوم التالي لكي تقدم مشاركتها في نشاط مدرسي كبير. وفي صباح اليوم التالي تسللت هذه الطفلة من غرفة نومها دون أن تشعر بها أمها ولبست ملابسها المدرسية وحملت حقيبتها وغادرت المنزل إلى مدرستها مشيا دون أن ينتبه أحد إليها. ولم تكتشف الأم خروج ابنتها إلى المدرسة إلا بعد أن تلقت اتصالا من المدرسة. إن هذه الحادثة تؤكد أن كره طلابنا للمدرسة ليس مزروعا في جيناتهم، بل هو نتيجة أسباب كثيرة يمكن معالجتها لتصبح المدرسة مكانا محببا للطلاب بدلا أن من تكون قذى في عيونهم، ومن أهم هذه الأسباب: جفاف وخشونة بيئة المدرسة، والنظام المدرسي الصارم، وعدم شعور الطالب باحترام الآخرين لفرديته، قسوة تعامل بعض المعلمين. كل ذلك كاف لإحالة مدارسنا إلى مكان موحش لطلابنا، والطلاب لا يتعلمون في مكان موحش.