إعداد: عبد الله المالكي
عندما تتحول الذكريات الرياضية إلى سطور وصور مضيئة فهي تؤكد أنه ما زال للوفاء بقية، وما زال الرابط قوياً بين الماضي والحاضر..
(الجزيرة) تقدم لقرائها الكرام أسبوعياً «كوكتيلاً» من الأخبار والتغطيات والمقالات والصور القديمة والتي تم نشرها بالصحيفة الرائدة، متمنين أن تحوز على رضاكم واستحسانكم.
كأس العالم لمَن؟! هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. وتبدو عملية الإجابة عن هذا السؤال بمقارنة بين الفرق سهلة؛ لكون بقية الفرق وصلت إلى دور الثمانية.. وتبدو أكثر من صعوبة لقوة الفرق الباقية في الأدوار النهائية.. تعال بنا عزيزي القارئ في جولة بين الفرق الثمانية علنا نستطيع من خلال ذلك أن نخرج بنتيجة ما حول الفوز بهذه النهائيات.
المجموعة الأولى
تضم هولندا وألمانيا وإيطاليا والنمسا، وتبدو الفرق الثلاثة الأولى هي التي سينحصر بينها التنافس نحو المقدمة.. أما الفريق النمساوي فهو فريق لا يقارن مستواه بمستوى الفرق الثلاثة الباقية، ويبدو منتخب هولندا على قائمة الفرق الثلاثة؛ حيث يتمتع بتجانس وتفاهم تام.. وسرعة في الأداء وسرعة الفريق هي العامل الرئيس في تقدمه ونجاحه في الأدوار النهائية.. ولقد شاهدت الفريق الهولندي في مباراته مع اسكوتلاندا رغم هزيمته إلا أنه استطاع أن يقدم درساً في سرعة تحويل النتائج.
ويضم الفريق قائمة من النجوم، وممن مثل هولندا في نهائيات كأس عام 74 أمثال ريب ونسينكز وريزنبرغ الذي يتعادل مع كوبيلاس في تسجيل الأهداف.. وخط هجوم الفريق هو أقوى الخطوط وهو محور ارتكاز فوز أو هزيمة هولندا.. استحدثت هولندا طرقاً حديثة في اللعب السريع والتمريرات القصيرة والكرة السهلة الممتعة.. وهو أفضل فرق المجموعة من حيث تجانس الأداء وسرعته.. وأقوى هجوم حتى الآن.. في هذه المجموعة.. يأتي بعده الفريقان الألماني والإيطالي.. وإن كان الفريق الإيطالي يتفوق في خطي الوسط والهجوم.. فإن الفريق الألماني أفضل منه من حيث الأداء بخطة تتناسب مع قوة الفريق الخصم بحيث يمكنه اللعب بطريقة دفاعية أو هجومية أو العكس أثناء المباراة.. ويتميز الفريق الألماني باللامركزية للاعبين.. بحيث لعب أمام تونس بطريقة الهجوم الضاغط.. ولعب فلوه وهانز مولر كوسط متراجع لسحب الكرات ومن ثم التوزيع عن طريق فيشر ورومينج ويونهوف.. وقد سهلت سرعة هانز ومولر وفلوه مهمة الهجوم في سحب الكرات.. ولعبت ألمانيا أمام إيطاليا بطريقة دفاعية (رجل لرجل)، وتولى فوغتس ويونهوف ارتكاز الفريق.. بحيث لا تبدأ هجمة ألمانية إلا ويكون أحد الاثنين بدايتها.. ويتمحور التغيير في الفريق الألماني في محور ارتكاز لعبه أو عدم اعتماده على صانع لعب واحد في الوسط بطريقة تجعل من الصعب تقييد الهجمات الألمانية.. ويتميز الفريق بطول القامة إلى حد ما ودفاعه وحراسته من أقوى الفرق، وهذا ما سيساعده على اختراق بقية الصفوف، ويعتبر أكثر فرق المجموعة دخولاً في اللعب بالكرات الطويلة أمام المرمى.
أما الفريق الإيطالي فهو مجموعة من النجوم يعتبر أكثر فرق المجموعة لياقة وقدرة على تحوير الملعب ولاعبوه ذوو مهارات فردية أفضل من الفرق الأخرى.. بحيث تتطلع إلى الأسماء لتجد أن كل اسم يمثل فريقه.. سيبرا - روميو بينتي - بيتغا - روسو - كاسيا - مهاجموه قصار القامة.. يأتي بعد الفريق الهولندي من حيث تجانس الأداء وسرعته.. خط هجوم صاعق أفضل من هجوم ألمانيا، ويوازي هجوم هولندا، وحراسته تعتبر مع الفريق الهولندي.. أضعف الفرق في الحراسة.. حيث يتفوق سيب ماير الألماني بخبرته على هؤلاء.
انقضاص دفاع هولندا وسرعته وكذلك إيطاليا أفضل من الفريق الألماني.. وطول القامة لدى لاعبي ألمانيا يعوض ذلك.. ارتكاز لاعبي هولندا واندفاعهم في اللعب الخاطف أفضل من الفرق الثلاثة.. هولندا في مقدمة الفرق.. ولا تستبعد قطعاً حدوث مفاجأة..
المجموعة الثانية
تضم البرازيل والأرجنتين وبولندا وبيرو، وتبدو صدارة هذه المجموعة محصورة بين الأرجنتين والبرازيل، وإن كان الأرجنتين أفضل عروضاً من البرازيل حتى الآن.. إلا أن الفريق البرازيلي فريق مناسبات، وقد يكون الآن قد استشعر حرج موقفه وبدأ يقدم عروضاً أفضل من السابق وإن لم تكن في المستوى المطلوب، ولكن ربما أن الفريق الآن في حالة إحماء للمباريات النهائية.
وربما يلعب بهذه العروض للتغطية كما قلنا يوم الاثنين الماضي.. حيث أشارت (الجزيرة) إلى ذلك.. ويبدو مكر البرازيليين واضحاً إذا ما أدركنا أن عروض البرازيل الأخيرة من دون ألمع نجومه زيكو وريفيلنو، اللهم في دقائق معدودة لعبها زيكو في مباراتهم أمام بيرو..
يلعب الفريق البرازيلي بطريقة الهجوم الضاغط مع التهيئة النفسية، وهذا عامل مؤثر في أداء الفريق.. ويتميز الفريق البرازيلي بالتغطية السريعة والانقضاض في الدفاع.. وبالقدرات الفردية لكل لاعب.. وكذلك الأداء بنفس المستوى على مدى شوطي المباراة.. بحيث لا يتراجع.. بل يظل محافظاً على تقدمه، حتى لو في النتيجة.. وهو أكثر الفرق تطبيقاً لطريقة اللعب الهجومية.
الفريق الأرجنتيني وإن كان أكثر استحواذاً ومحافظة على الكرة إلا أن لعبه يكون ممزوجاً بشيء من العنف.. وهو أفضل من البرازيل تجانساً، ولكن كرته وإن كانت بنفس طريقة الأداء إلا أنه يطغى عليها طابع التكلف في التسليم والاستلام... مهاجمه لوكيه يعتبر من أسرع المهاجمين وأخطرهم.. ويستطيع التهديف من مسافات بعيدة.. إلا أن دفاع الأرجنتين أكثر ارتباكاً وأقل تغطيةً في المنطقة.. وإن كان أطول قامة من لاعبي البرازيل.
ويأتي الفريق البولندي في المرتبة الثالثة ولديه أفضل حارس في كأس عام 74 والذي صد ركلتي جزاء إحداهما أمام ألمانيا.. له هجوم خاطف وسريع ممثل في لاتو ودانيا ولكن وسط الفريق وتفكك الأداء أقل من الفرق الأخرى.. مع أنه يملك قدرات فردية لا تقل عن لاعبي الأرجنتين والبرازيل... إلا أن تجانس أداء الفريق لا يعطي النهاية العظمى.. دفاع الفريق ينكشف بسرعة أمام الهجمات الخاطفة والسريعة وسرعة أداء الفريق أقل من الفريقين البرازيلي والأرجنتيني.. ويأتي فريق بيرو في المؤخرة.. وما يؤخره هو بطء لاعبيه في الحركة والأداء وكذلك قصر القامة.
من التحليلات السابقة نستطيع أن نقول إن البرازيل وهولندا هما الفريقان المرشحان لتصدر المجموعة ولا يستبعد أن تحدث ألمانيا العكس؛ فالفريق الألماني نهاز للفرص وكذلك إيطاليا والأرجنتين.. نحن لا نستبعد المفاجآت وإن كانت هولندا والبرازيل الفريقين المرشحين حتى الآن.