Al Jazirah NewsPaper Friday  25/06/2010 G Issue 13784
الجمعة 13 رجب 1431   العدد  13784
 
رياض الفكر
تكفون يا جماعة.. مرة أخرى!!
سلمان بن محمد العُمري

 

سعدت جداً -كما سعد غيري- بالإجراء الذي اتخذته إمارة منطقة الرياض، وتحذيرها من استخدام الأسلحة النارية، أو اقتنائها في مناسبات الزواجات والأفراح، لما ينتج عن اقتناء تلك الأسلحة من مخاطر على الفرد والمجتمع، وخصوصاً هذه الأيام التي تكثر فيها مناسبات الأفراح، وجاءت تحذيرات إمارة منطقة الرياض بعد تفشي ظاهرة حمل بعض الأشخاص للأسلحة النارية وقت حضور المناسبات، وإبرازها بشكل علني في بعض الصور التي تنشرها بعض الصحف عند تغطيتها لتلك المناسبات، والتي يعتبرها أصحابها من باب التباهي والفخر والشجاعة، في حين يرى البعض أنها رمز للرجولة عند تقليدهم أطفالهم تلك الأسلحة الخطرة، مما يعرض حياتهم وحياة الآخرين في صالات الأفراح للخطر، والفخر والتباهي إنما يكونان بالأدب والخلق الحسن، والتسابق في الدراسة، لا في حمل الأسلحة بين الأهل والأحباب في أفراحهم .

ولقد حذرت في مقال سابق من هذه الظاهرة وخطورتها، وأشرت أنه لحظ مؤخراً كثرة جرائم القتل والاعتداء على النفس، واتباع زيغ الشيطان، بل وأحياناً لحمية الجاهلية والعصبية المقيتة، وألفنا سماع أنباء القتل من بعض الشباب الطائش، وأخبارهم في الصحف، ووصل الأمر حتى لبعض طلاب المدارس الثانوية الذين حملوا السلاح وسفكوا الدماء بمباركة من آبائهم الذين باركوا اقتنائهم للأسلحة ورأوا ذلك مفخرة ورجولة، فتنتهك الحرمات، ويتعدى على حدود الله استخفافاً وتهاوناً.

ثم ناشدت في مقالة أخرى المسؤولين في الصحف بعدم نشر صور حفلات الزواج التي يكون بينها شباب يحملون أسلحة، وكأنهم يستعدون لدخول معركة حربية، أو خوض غمار حرب العصابات داخل المدن، فتأبطوا الأسلحة للمباهاة والفخر، وقد ينتج عنها إشكالات ومضاربات تنتهي بالقتل، كما حدث في بعض المناطق، وقلت في مطالبتي للصحف: إن التباهي من الشباب وأهلهم ثم نشر أخبارهم وصورهم تعزيز لهذه الظاهرة السلبية، والحمد لله أن إمارة منطقة الرياض عملت على الحد من هذه الظاهرة، ويجب التأكيد على قصور الأفراح بوضع لوحات كبيرة وتضمينها في شروط العقد بمنع دخول الأسلحة لقصور الأفراح، وتعهد صاحب الفرح وتوقيعه ضمن الشروط التي يدرجها صاحب القاعة أو قصر الأفراح في شروطه.

وحتى نكون منصفين فلم تقتصر مطالبتي آنذاك للصحف، بل شملت القنوات الفضائية التي ابتلينا ببعضها وهي تثير النعرات القبلية، وتغطي بعض المناسبات، وقد ظهر فيها الشباب وهم مدججون بالأسلحة والذخائر الصغيرة والكبيرة، اليدوية والآلية!!

إن للدماء في الإسلام حرمة، وشدد الله سبحانه وتعالى على حرمتها، والآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة عديدة، يقول الله عز وجل: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.

وفي الختام أجدد الشكر لإمارة الرياض على هذه المبادرة الطيبة، وأتمنى أن تحذو بقية الإمارات حذوها، فقد بينت السجلات الأمنية لشرط المناطق والمحافظات أن انتشار حمل الأسلحة النارية في مناسبات الزواجات والأفراح أدى إلى تحول بعض المشاجرات إلى جرائم قتل وإصابات بأعيرة نارية.



alomari1420@yahoo.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد