الحمد لله الذي كتب الفناء على خلقه في يوم مشهود وفي جنازة مهيبة حضرها جمع غفير شيعت محافظة رفحاء ابناً من أبنائها البررة وشاباً غيوراً من شباب الوطن إنه الحبيب وابن الأخت الغالي.
نعم بالأمس رحل صاحب الخلق الكريم.. رحل صاحب الطيبة والروح والأمل.. رحل ابن تلك العزيزة الغالية رحل والد رهف وبسام وبيادر ومحمد.. رحل البدر وأي بدر إنه العطف إنه الوفاء مع والديه والناس جميعاً رحل (بدر محمد الدهيمان).
أبا بسام لم أكن أتصور أنني سوف أرثيك في يوم من الأيام ولكنها إرادة الله ولا راد لقضائه وقدره.
لقد علمتنا أيها البدر كيف يكون الوفاء والإخلاص فقد كنت نموذجاً فريداً في الكرم والجود محباً للخير باذلاً ما في وسعك لمساعدة من يحتاج.
إن الموت حق والفراق صعب، وكل ما اشتد الحزن شُل التفكير وعجز القلم عن التعبير، ولا نقول إلا ما أمر الله به ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ? فكم يؤلمنا فراقك أيها البدر ولكن إرادة الله فوق كل شيء، رحلت يا أبا بسام وأرواحنا تعتصر من الألم، دُعيت فلبيت نداء ربك، فلو أن الموت يقبل فدية لفديناك جميعاً، ولكنها الأقدار هي التي تختار، وإنها إرادة الله التي ليس منها بُد، فإلى جنان الخلد رحلت، وفي مستقر رحمته طبت، ولسنا وحدنا من يفتقدك أيها البدر، فقد منحك الله المحبة من جميع عباده في الحياة وفي الممات، فلله درك أبا بسام، فقد كنت مثالاً للحلم والعلم، ونوراً يستضاء به، فلا تمل يمينك من العطاء ولا لسانك من العظات والحكمة والذكر، فهكذا يرحل العظماء وتبقى ذكراهم العطرة في كل مجلس ومكان، هكذا أنت يا أبا بسام حتى أصبح ذكرك الطيب وساماً على صدورنا، نفخر به بعد أن فوجئنا بفقدك سريعاً أيها الحبيب كأنك لم تذهب، وكأن الحديث بيننا لم ينته، ولكن لله الحكم من قبل ومن بعد.
أيها الحبيب لملمتُ جراحي، فبكيت ثم بكيت ثم بكيت عندما وصلني خبر وفاتك، وأبكيتُ عيون الناس من حزني عندما دخلتُ مجلس والدك صباح ذلك اليوم الحزين.
فكم افتقدناك أيها البدر الغالي، فبكت عليك قلوبنا من الحزن، وأظلمت الدنيا وغاب ضياؤها، وأجدبت الأرض التي كُنت روضتها وبهاءها، فجمعنا الله بك في جناته ومستقر رحمته. اللهم اغفر للبدر وارحمه واعف عنه وأكرمه، اللهم طيّب ثراه وأكرم مثواه وألهمنا الصبر على فراقه.
عزائي لنفسي أولاً التي فقدت أخاً وابن أخت وصديقاً صادقاً غمرني بكرمه وجوده ووفائه، وإخلاصه وسؤاله الدائم عني وعن أبنائي. ثم عزائي الحار ثانياً لوالدك ولوالدتك ولإخوانك وأخواتك، ولأبنائك ولزوجتك الصابرة المحتسبة وجميع محبيك. وعزائي ثالثاً للغالي ابن الأخت (تركي) المنكسر ألماً وتوجعاً من فراق أخيه.. كم أنت وفيّ وكم أنت جميل ورائع.. فيك صفات الصبر والنخوة والعزة.. مؤكد أنك لن تنسى البدر بالبر والإحسان.. ومؤكد انك حريص على أبنائه وتربيتهم أعرفك صابراً قوياً مؤمناً لك العزاء الخاص.
وأنت تحمل في همك حال أبناء البدر، تعودنا منك يحفظك الله الثبات والإيمان الكبير والصبر على المحن.
راجياً في الختام من المولى جلَّ وعلا أن يجمعنا وإياك أيُها البدر في مستقر رحمته وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وما أصابك تكفيرا لك وأن يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)
(*) مدير مكتب صحيفة (الجزيرة) بمحافظة رفحاء