الله أكبر، سبحان الحي الدائم، في عصر يوم الثلاثاء الموافق 10-7-1431هـ رن جرس الهاتف النقال وإذا بالمتحدث أحد الأصدقاء وبصوت متهدج يقول: هل سمعت شيئاً عن الأخبار هذا اليوم؟ وعندما أخبرته بعدم سماعي أي شيء غير عادي، قال عظم الله أجرك بأبي سامي عبدالله بن عمر الهريش فانتابني شعور غريب وكأنَّ أبا سامي أمامي بابتسامته الدائمة وكرمه المتناهي فترحمت عليه وتوالت الاتصالات من محبي الفقيد وما أكثرهم.
كان أبو سامي رحمه الله محط الأنظار والرجال في أي مكان يستقر فيه، ففي الرياض مثلا يفتح بابه وقلبه وماله لمرتاديه سواء كانوا أصدقاءه أو حديثي معرفة وفي مزرعته بالقصيم، القاعدة فيها هي الضيافة ومقر راحة ضيوفه، وفي حائل كذلك، بالإضافة إلى مزرعته في سورية الشقيقة التي تعتبر ملتقى للمصطافين هناك فما أن يحل الضيف حتى يكون فقيدنا استقبله بابتسامته الدائمة وبطريقة ذكية يعرف عنه من خلال معارفه أشياء تدخل السرور على قلبه بسؤاله عن الحال والأولاد ويزداد فرحاً إذا عرف أن هذا الضيف جاء بحاجة ولو لم يكن هناك سابق معرفة بهذا الرجل منذ أن أنعم الله عليه بوفرة المال الذي اكتسبه عن طريق التجارة لم يستأثر به لنفسه ومحيطه وإنما سخره لكرم وخدمة المحتاج بالإضافة إلى حسن الاستقبال والتوديع.
لقد كنت أشتاق بين فترة وأخرى إلى زيارته في اليوم المعين لالتقاء أصدقائه ومحبيه وفي يوم كان يودعني فقال أرجوك يا أبا محمد ففرحت لعل هناك حاجة لهذا الكريم أستطيع قضاءها فكان يقول شجعوا ابني أحمد بحضور الجلسة بدلاً مني لأنه سيتغيب خلالها.
رحم الله أبا سامي والعزاء لأبنائه ومحبيه وأسكنه فسيح جناته..
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).