رحمك الله يا صاحب المآثر الطيبة، رحمك الله يا من كنت للخير سباقاً.. رحمك الله يا صاحب الجود والكرم.. رحمك الله يا أليف القرآن.
العم والوالد أحمد بن عبد الرحمن الحماد - رحمه الله - جمع من الخصال أجملها، ومن الفضائل أروعها، ومن المكارم أرقاها..
كان - رحمه الله - في عافيته يسابق المؤذن للمسجد، بل إنه في أحايين كثيرة يسبقه.
كانت له - عليه رحمة الله - قصة مع القرآن.. حيث كان يتلذذ بقراءته والعيش معه.. بل العجيب أنه كان يرد على من يخطئ في آية وهو - رحمه الله - لا يحفظ القرآن!!
ولكن من كثرة تلاوته للقرآن - كأنما يرى الآيات أمامه بل وفي الغالب أنه يحدد مكان الآية سواءً في الصفحة اليمنى أو اليسرى - حيث كان - رحمة الله عليه - يختم القرآن مرةً في كل شهر في سفر أو حضر (بخلاف شهر رمضان الذي يختمه مرات عديدة)..
كان - رحمه الله - كريماً ودوداً.. يحب أن يجمع الناس ويمازحهم ويكرمهم في منزله العامر - عليه رحمة الله -، ولا أذكر شخصاً قدم إليه ليسلم عليه إلا وقد حاول جاهداً أن يكرمه بكل ود.
يقدم إليه الناس من شتى الأماكن يسألون عنه.. ولا أدل على ذلك من السؤال عنه حال مرضه - رحمه الله - فلم تنقطع الاتصالات على والدي - أطال الله في عمره - وأبنائه - وفقهم الله لكل خير - للسؤال عنه طيلة فترة مرضه.
كان - عليه رحمة الله - حريصاً على الصلاة وأدائها في وقتها.. ومن حرصه - رحمه الله - سألني ليلة وفاته عن الصلاة بأنه يقصرها لعدم استطاعته فاتصلت بالشيخ عبد الرحمن اللويحق الذي استبشر بسؤاله بأنه دليل صحة وعافية ولكن إرادة الله فوق كل شيء.
ومن حب الناس له.. فقد غصَّ جامع أبي بكر الصديق في الرياض بالمصلين الذين قدموا من داخل المملكة وخارجها للصلاة عليه، وكانت جنازته في مقبرة النسيم جنازة مهيبة مع أن الجنائز كانت كثيرة إلا أن اجتماع الناس حول قبره - رحمه الله - كان مشهداً لافتاً، وكذلك منزل العزاء الذي لم يخل طيلة فترة العزاء من المعزين - جزاهم الله خيراً -
اللهم اغفر له وارحمه.. وتجاوز عنه.. واجعل قبره روضة من رياض الجنة.. وافسح له في قبره.. واجمعنا به ووالدينا وأحبابنا في الفردوس الأعلى من الجنة.. واطرح في ذريته البركة والصلاح وحسن البر به بعد موته.. آمين.