يظل مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض البوابة الحضارية التي يفخر بها كل مواطن ويسعد بها كل زائر، بما يحتويه من نماذج للفن المعماري الراقي مع تكامل الخدمات وفق أحدث الأنظمة ووسائل التقنية والتسهيلات.
ليبقى الدور الأساسي للاستفادة من هذا المنجز الحضاري لا بد من تفادي بعض السلبيات التي بدأ يشعر بها الركاب القادمون ومن بينها ملاحظة ما يمارسه سائقو سيارات النقل وخاصة غير المرخصة من عشوائية وإزعاج ومساومات مع المواطنين وضيوف المملكة الزائرين، وبالرغم من أن هنالك سيارات أجرة خارج صالات المطار مرخصة إلا أن هنالك مجموعة من المواطنين والوافدين يتواجدون في صالات المطار ويضايقون القادمين بعبارتهم المشهورة «تاكسي يا ولد»، ولا يقتنعون في حالة الاعتذار بل «يلحون» عليهم بأساليبهم الجافة حتى يتجاوب معهم الضيف أو المواطن (بالإكراه) والأسوأ من ذلك أن تلك الفئة لا تقنع لما يقدم لها من مبالغ وفقاً للائحة الأسعار المعتمدة والمعتادة بل يشغلون الناس بالمساومة والضجيج وكأنهم (في حراج) حتى يحصلون على مبالغ يشترطونها بأنفسهم.
ومن المواقف الغريبة لأحد هؤلاء الذين استغل جهل ضيوف أجانب عن الأسعار والأنظمة حيث قام بإيصالهم إلى أحد الفنادق وعند وصولهم واستفسارهم عن الحساب طلب منهم (مائة) يقصد ريال، وعندما أخرجوا له مائة دولار استغل السائق جهلهم قائلاً بلهجته العامية وبلغة إنجليزية مكسرة (ون هاندرت يورو) وبالفعل ابتزهم وحصل على مبتغاه وقام يتباهى عند جماعته بهذا الدهاء والانتصار!!
والمواقف المتكررة الأخرى التي تؤكد السلوك السلبي والمشين لهؤلاء السائقين أنهم يتربصون ببعض العمالة القادمة لدرجة أن أحدهم قام بالاتصال بكفيل عامل آسيوي ودخل معه في مفاوضات لإيصال العامل بمبلغ يفوق ضعف الأسعار المعتادة، مما دفع الكفيل إلى الرفض، ما أثار غضب السائق الذي لم يرضه سواء أن يقوم بنقل العامل وتركه في إحدى الشوارع تائهاً!! ولم يتمكن كفيله من الوصول إليه إلا بعد مضي يومين!!
والسائقون الآخرون الذين يجمعون عدداً من الضيوف والركاب في سيارة واحدة بالرغم من اختلاف جنسياتهم ووجهاتهم التي يريدون الوصول إليها.
إن هذه الظاهرة بالطبع تسيء لشعبنا ووطننا الذي عرف عنه الكرم وحسن الحفاوة والاستقبال إلى جانب أنها تشوه جمال هذا الصرح الحضاري الكبير ومستوى الخدمات العالية التي تقدم عبر واجهة العاصمة من قبل العاملين الذين يديرون أعمالهم بجهود جليلة وروح عالية، ما عدا الفئة السابقة التي أشرت إليها (سائقو النقل) من قبل بعض المواطنين الذين يتركون وللأسف الشديد بتصرفاتهم وعشوائياتهم انطباعاً سيئاً لدى الكثير من الركاب وخصوصاً الضيوف الزائرين لعاصمتنا الغالية، والمطارات الأخرى ليست أحسن حالاً بل إن ذلك السلوك أصبحنا نلاحظه حتى في المطارات الأخرى ومن بينها مطار جدة.
بلا شك نحن نقدر أبناء الوطن الذين يبحثون عن الرزق ولقمة العيش بعرق جبينهم، ولكن بالطرق المشروعة والنظامية والكسب الحلال، وليس بالالتفاف والتحايل والإساءة وفي نفس الوقت يدور حول البعض منهم العديد من الاستفهامات!
ولدرجة أن سلوكيات البعض منهم شكلت صورة سلبية ترسخت لدى الكثير، لتكون سبباً ودافعاً لاستخدام شركات (الليموزين) التي يقودها أجانب، وهذا ما يحز في أنفسنا كثيراً وللأسف أن نتجاهل (عيال الديرة).
ونحن كمواطنين سعوديين نتذمر كثيراً ونستنكر هذا السلوك في بعض الدول السياحية.. وفي ظل ازدياد هذه الظاهرة لدينا فإننا نتساءل أين دور الجهات المسؤولة؟ وما هي أسباب عدم التصدي لها والقضاء عليها حتى الآن؟!
ويأتي حديثنا عن هذا الأمر إدراكاً لدورنا الإعلامي ولقناعتنا بأننا جميعاً مسؤولون وعلينا أن نبذل كل ما نستطيع للوفاء بهذه المسؤولية تجاه الوطن.
alsharedi@sawah-mag.com