صنَّف العلماء آلاف الأنواع من الفراشات إلى فصائل تبعاً للتراكيب الجسدية المتنوعة التي يشيع وجودها في تلك الحشرات، فهناك الفراشات الوثابات والزرقاوات والنحاسيات والمخططات وذوات الأقدام الفرشية وذوات العلامات المعنية والساطيرات وحور الغاب وفراشات الصقلات والفراشات ذوات الطخم وخطافيات الذيل، وللفراشات فوائد من أهمها الحرير الطبيعي الذي لا يضاهيه شيء آخر وينتج من الشرنقة التي تعيش فيها دودة القز إلى أن تصبح فراشة بالغة، وتُعد الفراشات مصدراً جمالياً إذ إنها تزين الطبيعة بألوانها وحركاتها الجمالية، كما أنها تفيد في عملية التلقيح فعندما تنتقل بين الزهور باحثة عن الرحيق تنقل بأقدامها حبات الطلع.. إن بعض النساء يشبهن الفراشات، لأن لبعضهن الدور الأحلى والأسمى والأهم، عاملة كانت أم إعلامية أم طبيبة أم مهندسة أم موظفة، إنهن يشبهن الجندي المجهول، حيث عانين عبر عقود طويلة من التهميش ومصادرة الرأي والتغييب عن المشاركة في اتخاذ القرارات بما فيها التنظيمات الخاصة بتنظيم حياتهن الخاصة مما انعكس سلباً على وضعهن داخل المجتمع، إننا بحاجة ماسة إلى جهد تشريعي ملحوظ وإيجابي يُسجل لصالح المرأة ومحاولة تأمين حقوقها ودعمها.. إن علينا أن نعي جيداً بأن المرأة لاعب حقيقي وأساسي في العملية الحياتية.. لذا يجب تمكينها من ممارسة دورها التشريعي والتنفيذي واتخاذ القرارات، وعلينا تقديم يد العون لها لضمان عدم وجود عودة الظلم والاستبداد والقهر الذي لحق بها على مدى عقود طويلة.. إن علينا أن نؤمن بقدرات المرأة في ممارسة دورها في قيادة المجتمع، وعلينا ترسيخ هذه القناعة بقوة بين أفراد المجتمع، وعلى المرأة أيضاً أن تتصدى وتحارب وتواجه التحديات من أجل الوصول إلى حلمها وتبوئها للمراكز القيادية.. إن المرأة رقم مهم وصعب وهناك أمثلة يُحتذى بها في تجارب الدول الأخرى التي بدأت تتأثر بالنجاحات التي تحصل عليها المرأة من خلال تمكينها من الحصول على مناصب قيادية فعَّالة ومهمة لتساعد الرجل في البناء والإعمار والتطوير والنماء والازدهار، إن علينا المجاهرة بلا خوف ولا وجل ولا حياء بحقوق المرأة في كل وقت وحين، وألا نجعل دورها يتراجع إلى الوراء آلاف الأميال.. إنه ينبغي علينا ألا نجعل الموروث الاجتماعي والأعراف الخاطئة والموروثة من ممارسات سلبية قديمة تخيّم على تصوراتنا ورؤانا في الاستمرار في ظلم المرأة واستعدائها واستعبادها والتلذذ بذبحها وجعلها مجرد أسمال بالية.. إن الإسلام كدين تشريعي عظيم كفل حقوق المرأة وأوجب علينا احترامها وتقديرها وتهيئة المناخات المناسبة لها وأعطاها حق المشاركة مع الرجل والشواهد في تراثنا الإسلامي الخالد في هذا الشأن كثيرة لا يمكن حصرها في هذا المقام.. إن علينا إتاحة الفرصة لمشاركة المرأة بالقدر الكافي في الجماعات والنشاطات المختلفة وفي الهيئات والتنظيمات والمؤسسات الفكرية والإصلاحية المختلفة، وأن نجعل الحياة مفتوحة لها بقدر كبير.. إن على المشرعين والمعنيين وضع التشريعات القانونية لتحقيق نسب مساواة المرأة بالرجل بشفافية وبعيداً عن الجمود واستحالة التطبيق، لضمان حقوق هذا الكائن (المستضعف) باتجاه حصولها على المساواة المعقولة إن لم تكن كاملة.. إن للمرأة دوراً فاعلاً عبر أجيال متتالية وهي باعثة للأمن والاستقرار، فهي لها فعل حقيقي يرفدنا بآفاق خضراء مشبعة بالتفاؤل.
ramadanalanezi@hotmail.com