غداً يسدل الستار على الدور الطويل والممل من المونديال.. غداً يبقى نصف المنتخبات بعد مستويات متأرجحة ومتباينة لم تشعرنا أننا في كأس العالم لولا وجود البرازيل والأرجنتين ومفاجأة البطولة الأرجواي التي صعدت لثُمن النهائي بجدارة متناهية، متصدرة المجموعة التي ضمت المضيف وفرنسا والمكسيك. وهذا ما يؤكد أن كرة أمريكا الجنوبية تعتمد على المهارة والإمكانات الفردية الهائلة للاعبين، وهذا ما حفظ لفرق هذه القارة وجودها باستمرار في واجهة الأحداث رغم غياب كم النجوم عن البرازيل والأرجنتين إلا أنك لا تشعر بغيابهم بل إن فابيانو هو رونالدو وأن رونالدينهو موجود بشكل أفضل ممثلاً بكاكا وكذلك الأرجنتين ففيرون وباليرمو وتيفيز ومعهم الداهية ميسي يشعرونك أنك أمام جيل مارادونا 86م وكيمبس 78م، فالنجوم موجودون باستمرار والأراضي اللاتينية معين لا ينضب، على عكس أوروبا التي تتميز بوجود مدربين كبار ولكنهم من دون أدوات فعالة، فالمنتخب الفرنسي عانى وسيعاني طويلاً حتى يجد نجماً فذاً وسيداً للميدان كزيدان، فمنذ اعتزاله والديوك لا تصيح وأصابها البكم، بل إنها خرجت من مونديال جنوب إفريقيا بنقطة وهدف ومشكلات لا تعد ولا تحصى!
والأمر ينطبق على إنجلترا الباحثة عن نفسها، وكذلك إيطاليا التي تعب الدفاع من قيادتها لتحقيق نتائج جيدة، ولكن هذا الدفاع يبدو أنه في آخر أيامه ولا أدل من وجهة قائده كانافارو بعد المونديال.
وبين مهارة وإمكانات الأمريكيين اللاتينيين والأوروبيين بحماسهم وإصرارهم ستتحدد وجهة أغلى كأس في العالم، وإن كان المنطق يقول إنه سيكون مع كاكا أو بين أحضان ميسي، وإن ذهب لغيرهما فإن ذلك سيكون غير منطقي.
بقي الإشارة إلى أن مشكلات المنتخب الفرنسي وصلت للبيوت، فها هي أم دومينيك السيدة جرماين (80 عاماً) تقول لمحطة R.T.L الفرنسية وهي تبكي: «أريد مقابلة انيلكا لأشرح له وجهة نظر الوالدة». ولكنها تفقد أعصابها لتقول: «هذا إذا كان له والدة».. ترى كيف سيتخلص انيلكا مما أوقع نفسه فيه؟! فلا مستوى ولا أدب ولا منطق حسن!
وغداً يتجدد الحديث مع المونديال.