تعد البرازيل تقريبا الدولة الوحيدة من القوى الكبرى في عالم كرة القدم التي يشارك فيها المراسلون اللاعبين احتفالاتهم بإحراز الأهداف ويقومون بإجراء المقابلات معهم وهم يتشاجرون داخل الملعب. وعادة ما يقوم عشرات من مراسلي التلفزيون والراديو بالوقوف على خطوط الملعب في البرازيل لإجراء مقابلات مع اللاعبين قبل ثوان من انطلاق المباراة ويحدث ذلك بين شوطي المباراة وأيضاً أثناء خروج لاعب تلقى بطاقة حمراء. وإذا حدث شجار داخل الملعب يركض المراسلون أحيانا لمحاولة الحصول على تصريحات مقتضبة وعندما يسجل لاعب هدفا فإنه يتجه عادة نحو الكاميرات ومكبرات الصوت حتى يصل احتفاله بشكل فوري إلى ملايين المستمعين. وفي العام الماضي خرج رونالدو الذي كان يلعب مباراته المحلية الأولى في البرازيل من 15 عاما من الملعب وهو مصاب أسفل عينه بعدما تجمع المراسلون حوله عقب المباراة للحصول على تصريحات. وفوجئ اللاعب بهذا المشهد بعد مشواره الطويل في الملاعب الأوروبية وقال «لا يمكنني الرد على أسئلة خلال فترة الإحماء» ويشعر كثير من المراسلين البرازيليين الموجودين في كأس العالم بصدمة إزاء عدم السماح لهم بالنزول إلى أرض الملعب. واعتاد منتخب البرازيل حتى في كأس العالم تنظيم منطقة مختلطة يسمح فيها للصحفيين بالوجود بالقرب من اللاعبين للرد على مئات الأسئلة لكن في هذه البطولة أصبحت الأمور مختلفة تحت قيادة المدرب دونجا. واستبدل دونجا تنظيم منطقة للصحفيين بإقامة مؤتمر صحفي بشكل يومي ويصطحب اثنين من اللاعبين في غرفة تضم نحو 400 شخص. كما أقدم قائد منتخب البرازيل السابق على خطوة لا تصدق عندما وضع ضوابط على دخول التدريبات التي عادة ما كانت تذاع على الهواء مباشرة في البرازيل. وتسبب ذلك في معاناة كثير من الإعلاميين البرازيليين خاصة من مراسلي الإذاعة الذين يملكون ساعات طويلة من البث.
وتبقى الإذاعة من الأمور المهمة في البرازيل في ظل عدم امتلاك كثيرين للإنترنت. وأدى ذلك بالتالي لحدوث توترات بين وسائل الإعلام والفريق لكن المدرب لويس فيليبي سكولاري الفائز مع منتخب البرازيل بكأس العالم 2002 اقترح حلا لهذا الصراع. وقال سكولاري «في كأس العالم يجب أن نتحمل بعضنا البعض.. أفضل شيء أن نعمل معا وعندما تنتهي كأس العالم يستطيع كل طرف أن يقول للآخر اذهب إلى الجحيم».