علَّق نجم الميدان زيدان على ما حدث للاعب المنتخب الفرنسي أنيلكا بأنه مزعج، ولكنه قال الكلمة الأقوى والأهم: «إن ما يحدث في غرف تبديل الملابس يجب أن يكون سراً». وهي كلمة مؤثرة ومهمة لنجم كل الأذواق؛ فما يحدث بين اللاعبين من خلافات واختلافات، وبين اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، هي أمور متوقعة ومعتادة، على ألا تحمل عبارات كتلك العبارات التي تفوَّه بها أنيلكا. لنعُد إلى ما يحدث داخل غرف تبديل الملابس والتسريبات التي تحدث للإعلام وللجماهير، فهذا التسريب هو ما يؤجج المشاكل ويعممها بعد أن كانت خاصة، وهذا التسريب هو الذي يكبّر الخلافات ويوسّع رقعتها ويجعل السيطرة عليها مستحيلاً؛ ليبقى البتر وحده هو الحل.. إنَّ ما حدث في غرفة تبديل المنتخب الفرنسي وتسريبه هما ما جعل الصحافة الفرنسية تجمع على أن «الديوك جلبوا العار لفرنسا».. التسريبات هي التي هزَّت ثقة الفرنسيين بمنتخب بلادهم، وهزَّت ثقة اللاعبين بغرف تبديل الملابس ومن فيها.. ما حدث هو درس للجميع.. فِرَقاً ومنتخبات.. لاعبين وإداريين ومدربين.. فللغرف أسرارها، وللغرف والنجوم خصوصياتهم، وللانفعالات والاختلافات حكماء يحتوونها، وأخطر ما يواجهها ويهدد الوحدة والألفة هو التسريب..
بقي أن أقول إن حَكَمنا القدير خليل جلال، الذي أدار مباراة المكسيك وفرنسا ببراعة وهدوء، لم يكن بالمستوى والتألق ذاتيهما في لقاء تشيلي وسويسرا، وبالغ في توزيع البطاقات، وبدا أقل هدوءًا من المباراة الأولى، مع أن المفترض أن يحدث العكس.. وعموماً هو لم يرتكب أخطاء كتلك التي ارتكبها المالي كوليبالي وحرم أمريكا هدف الانتصار ضد سلوفينيا، أو تلك التي حدثت من الفرنسي ستيفان لانوي حين طرد كاكا خطأ واحتسب هدفاً برازيلياً غير صحيح في لقاء البرازيل وساحل العاج..
ومع المونديال يستمر الحديث غداً.