الجزيرة - سعود الشيباني
كاد تقرير طبي من مستشفى حكومي بمدينة الرياض أن يتسبب في ضياع قضية قتل وخطف وسرقة وسحل لجثة رجل أمن عائد من الشريط الحدودي على يد يمنيين أحدهما متسلل بمدينة الرياض. وتعود تفاصيل القضية كما رواها شقيق الجندي فالح بن ملوح العتيبي بالقوات المسلحة (البحرية) بالجبيل ل« الجزيرة» إن شقيقه قد عاد خلال الأسبوع الماضي ليباشر العمل بعد تمتعه بإجازة بعد مشاركته وزملائه بتطهير الشريط الحدودي من المتسللين وفي طريقه لعمله تعرض لمشكلة مع شخصين من الجنسية اليمنية أحدهما متسلل والآخر مقيم بحي المعذر وحدثت مضاربة بينهم حيث تعرض لضربة بالرأس وعدة ضربات بالوجه بحجر؛ مما افقده الوعي وقام الجانيان بنقله على سيارته نوع لومينا موديل (2007م) ورجمه بعد سحله داخل مكان منزوٍ بحي منفوحة تقريبا عند الساعة الثامنة مساء يوم الاثنين قبل الماضي وبعد قرابة 15 ساعة وهو ملقى على الأرض وتحت أشعة الشمس ورد بلاغ من مواطن لدوريات الأمن التي باشرت الحادث وتم الاتصال بفرق الهلال الأحمر والذي نقل لأحد المستشفيات الكبيرة بالرياض (تحتفظ الجزيرة باسمه) على أنه شخص مجهول الهوية ومريض نفسي دون التحقق من ذلك وبعد مرور قرابة (17) ساعة بالعناية المركزة بالمستشفى توفي - رحمه الله - وصدر تقرير طبي يؤكد أن التشخيص الطبي عند الدخول اضطراب حاد بالوعي وأن الحالة التي أدت مباشرة إلى الوفاة توقف بالقلب والتنفس مترتبة على فشل كلوي حاد فيما أن الأمراض التي ساعدت على الوفاة ولكن ليس لها علاقة مباشرة بسبب الوفاة انخفاض بالضغط ولكن لم يشر التقرير لتعرض القتيل لضربات بحجر بالرأس والوجه وسحب على الأرض،وقال شقيق القتيل: بعد أربعة أيام من البحث والاتصال المستمر على جوال الفقيد الذي كان مغلقاً عثرنا عليه بالمستشفى وتفاجأنا بأن المستشفى يقول إنه مريض نفسي بالرغم من أنه للتو عائد من ميدان الشرف للدفاع عن الوطن وتمت المطالبة بالتحقيق بالقضية حيث تكشف للأجهزة الأمنية أن وراء الوفاة قضية قتل عمد وسرقة وخطف، حيث سرقت سيارة شقيقي والمبالغ المالية التي بحوزته ووثائقه الشخصية وجواله الذي أطاحت بواسطته شعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض بالجانيين وفتحت شرطة النسيم وشعبة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض ملف تحقيق والقبض على الجناة في زمن قياسي وقبل هروبهم والعثور على سيارته بعد تعرضها لحادث مروري والسرقة بأم الحمام. وسرد شقيق القتيل بعض المعاناة للبحث عن شقيقه حيث إن المستشفى لم يكتشف تعرضه للضرب من قبل الجناة حيث تعرض لثلاث ضربات بقطع من الحجر حسب اعترافات الجناة لدى الأجهزة الأمنية وهيئة التحقيق والادعاء العام وتسجيل اعترافاتهم بالمحكمة بمدينة الرياض مستغرباً قيام المستشفى أيضا بإتلاف ملابس القتيل التي تعتبر دليلا لوجود بصمات القتلة كذلك تسجيل الحالة بمريض نفسي حسب تقييم وقتي لرجل الأمن الذي باشر البلاغ عن وجود شخص ملقى على الأرض وكذلك الهلال الأحمر الذي لم يتأكد من تعرض القتيل لاعتداء!. وطالب ذوو الجندي المغدور به الجهات المختصة بسرعة تنفيذ الحكم الشرعي بالقتلة حيث إن عملهم يعد فساداً في الأرض وعدم احترام الوطن الذي يقيمون به ويقتاتون من خيره، وكذلك تكريماً لجهود الجندي فالح العتيبي الذي بذل جهودا كبيرة مع زملائه للتصدي للعدوان بالحد الجنوبي.
من جهة أكد احد زملاء القتيل أنه من رجال الأمن الذين صدرت لهم التوجيهات العليا بمباشرة التصدي للمتسللين المسلحين وتم تعيينه في بداية الأمر بحراسات الوحدات السعودية إلا إن الجندي العتيبي طلب من قائده المباشر الذهاب لميدان المعركة ومشاركة زملائه لإظهار المتسللين من أرض المملكة طالبا بذلك أن يكون شهيدا على أرض المعركة. وقال زميله الذي فضل عدم ذكر اسمه: إن القتيل اشتهر بين زملائه بلقب (عنتر) لشجاعته التي ظهرت في ميدان الشرف وعرف عنه أنه لا يخاف وتوقع الجميع استشهاده في كل عملية يباشرها. مضيفا أنه يتميز بالشجاعة والإقدام وكان يتمنى الشهادة وقد ساهم في القبض على عدد من المتسللين ولم يطلب خلال تواجده بأرض المعركة مغادرة الشريط الحدودي حتى صدرت التوجيهات من القيادة بالعودة، ولكنه بعد إجازة عمل مكثها مع زوجته وأطفاله البالغ عددهم خمسة أطفال عاد من الطائف للجبيل وشاءت الأقدار أن يتوفى على يد مجرمين بمدينة الرياض.
وبين زميله أن القتيل تعرض لعدة محاولات قتل بميدان الشرف ولكنه نجا من فخ المتسللين أكثر من مرة وساهم في نقل زملاء له استشهدوا وبعضهم أصيب ولم نتوقع أن يغادر الشريط الحدودي بسبب شجاعته وإقدامه الذي يشهد له الجميع بذلك.