كشف آخر مؤشر للثقة في الأعمال تنشره مجموعة HSBC الشريك العالمي ل «ساب»، أن المملكة حافظت على موقعها الأول في مؤشر الثقة في الأعمال بين دول الخليج العربية وهو أعلى مستوى وصلت إليه منذ 2007 وذلك طبقا لأحدث دراسة أجريت في هذا المجال.
ويستند المؤشر إلى استبيان ربع سنوي يتضمن مستويات الثقة في دول مجلس التعاون الخليجي الستة. ويتسم الشعور السائد في أسواق الخليج بطابع التفاؤل الواقعي، فالتوقعات السائدة في مجتمع رجال الأعمال بالنسبة للإيرادات والمحافظة على الأرباح والميزانيات وتحقيق الأهداف لا تزال كلها إيجابية، كما أن قراءة مؤشر مستويات الثقة عبر كافة بلدان منطقة الخليج الستة لا تزال ضمن أعلى مستوياتها منذ عامين.
ويعكس الاستبيان توجهات شركات ورجال الأعمال في المنطقة والتي تغيرت على مدى الأشهر القليلة الماضية نحو الارتفاع، وذلك بعد الانخفاض الذي شهدته في أواخر عام 2008، والتي ينظر إليها على أنها أصعب مراحل الأزمة المالية. وفي حين أن العديد من الأسواق التي شملها الاستطلاع قد أظهرت زيادةً طفيفة في مستويات الثقة مقابل نتائج الدراسة البيانية للربع الأول من عام 2010، إلا أن الاتجاه نحو الارتفاع كان أكثر وضوحاً بالنظر إلى مستويات الثقة على مدى العام الماضي. فقد ارتفع المؤشر عموماً بأكثر من 15 نقطة ليصل إلى 86 نقطة منذ الربع الأول من عام 2009 وحتى تاريخه.
وعلى الرغم من أن مستويات مؤشر الثقة عموماً لا تزال أقل من المستويات العالية التي تم تسجيلها في عام 2007 وأوائل عام 2008، إلا أن هناك بعض المؤشرات التي تظهر توقعات مستقبلية إيجابية في قطاعات الأعمال الرئيسية. وبالنسبة لتوقعات النمو لعام 2010، فقد أشار 43% من رجال الأعمال الذين شملهم الاستطلاع أنهم يتوقعون زيادةً في حركة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، بينما يرى 40% منهم زيادةًَ في الأرباح، و33% يخططون لزيادة حجم استثماراتهم.
وبالتعليق على ذلك، قال سايمون فون جونسون، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية في مجموعة HSBC لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «إن هذا المؤشر ما هو إلا دليل واضح وجيد لمستويات الثقة المتوقعة والسائدة في جميع أنحاء المنطقة، ولكني أرى أن معظم التفاصيل تكمن في إلقاء الضوء على البيانات الأساسية».
فعلى سبيل المثال، أظهرت نتائج الدراسات البيانية لبنك HSBC حول مؤشر مستويات الثقة في منطقة الخليج للفترة ما بين أكتوبر 2008 ويناير 2009 أن عدد الأشخاص الذين كانت توقعاتهم تميل نحو السلبية أو «متشائمين» فيما يتعلق بتحقيق أهدافهم قد تضاعف ليصل إلى 24% تقريباً. وقد تراجع هذا العدد الآن إلى 13% وهو المستوى الذي تم تسجيله في أكتوبر 2008، وهو أدنى مستوى له منذ بداية الأزمة المالية. وهذا يعكس ما يقوله عملاؤنا لموظفينا في جميع أنحاء المنطقة - فقد عادت للشركات لزيادة نشاطها في البحث عن فرص أعمال جديدة، بينما لا تزال تواصل سياسة ترشيد النفقات غير الضرورية، وتبسيط عملياتها من أجل تحقيق أقصى قدر من الإيرادات المحتملة».
ومن ناحية أخرى، فإن أكثر من نصف الأشخاص الذين شملتهم الدراسة البيانية عبروا عن تفاؤلهم بأن شركاتهم سوف تشهد زيادةً في الإيرادات على مدى الشهور الثلاثة القادمة، في حين أن 35% منهم يتوقعون نمو إيراداتهم من فرص التجارة الدولية.