يلتقي مسؤول أمريكي ونظيره الإسرائيلي خلف أبواب مغلقة ويجريان جولة من المفاوضات كعادة كل الدول وحسب ما تقتضيه الحالة والأوضاع عند ذلك اللقاء، وليس ضرورياً أن يكون هناك تطابق فيما يبحث من مواضيع، وهو ما يحصل أيضاً بين جميع الدول وفي كل المفاوضات وكما جرت العادة يخرج المتفاوضان وإذا لم يكن هناك خلاف حاد يتطلب الإفصاح عنه، فإن العبارة التقليدية التي تصدر عن الوفدين المتعارضين «أنه جرى بحث المواضيع التي تهم البلدين وأن هناك تفاهما وتطابقا في نظرتهما».
ينفض الاجتماع ويتفرق الصحفيون والإعلاميون من صحافة وتلفزيون وكل يذهب إلى جهة عمله ليعد تقريره الإخباري. إلا أن هناك استثناءات، فحتى المفاوضات الأمريكية الإسرائيلية لا تجري تماماً وفق هذا السيناريو فليس بالضرورة أن يكون هناك تفاهم تام فحتى الحلفاء يختلفون، وتظهر تلك الخلافات إلى العلن، ويعرفها الصحفيون فينشروها.
حالة أخرى تتعارض مع ما ذكرناه من سيناريو للمفاوضات والتصريحات التي تعقبها، ففي حالات كثيرة يخرج المتفاوضون ويعلن عن اختلاف في وجهات النظر، بل إن البعض وبعد أن يطمئن رئيس أحد الوفدين بأن هناك تطابقا في وجهات النظر، يقاطعه رئيس الوفد الآخر، معترضاً بأن هناك بعض الخلافات، ويعرض نقاط الخلاف مبيناً وجهة نظر بلده، وهذا يحدث كثيراً، إلا أنه في الوقت نفسه تحدث حالات استثنائية بأن يغض النظر ويسكت الواقف إلى جانبه رئيس الوفد الآخر الذي «يجبن» من أن يوضح الموقف الصحيح كالذي حدث بعد مباحثات وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس، فبعد انتهاء المباحثات صرح باراك «فض فوه» بأنه بحث مع غيتس قضية الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط وأن شاليط مصيره يعادل مصير مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في غزة.
طبعاً هذا الرأي يمثل الموقف الإسرائيلي ومهما اعتبرناه عنصريا إلا أنه في النهاية يمثل رأي الإسرائيليين، إلا أنه عندما يقول باراك بأن «هناك تأييداً أمريكياً للخطوات التي تقوم بها حكومة الاحتلال باتجاه قطاع غزة.
هل سكوت غيتس يعني أن أمريكا تعتبر شاليط يساوي مليون ونصف مليون فلسطيني..!!
jaser@al-jazirah.com.sa