يعد الأستاذ الدكتور عبدالله الصالح العثيمين من أكثر الباحثين في المملكة عناية بتاريخ المملكة وتاريخ نجد على وجه الخصوص، وأعماله مشهورة ومتداولة بين دارسي التاريخ الحديث والمعاصر، تحمل آراء وأفكاراً نابعة عن بحث وتنقيب دقيقين.

ومما صدر له في هذا العام (1431-2010) كتاب طريف عنوانه «نجد قبيل ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب) نشرته مكتبة الرشد، وجاء في حوالي مئة صفحة، وهو في الأصل مقالات نشرها في مجلة الدارة بين سنتي 1395 و1398هـ، ويوضح في المقدمة أنه رأى بعد مرور ثلاثة عقود من نشرها متفرقة (إخراجها مجموعة).

واحتوى الكتاب على أربعة موضوعات هي:

- علاقة نجد بالقرى المحيطة بها.

- الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

- الأوضاع السياسية.

- الحالة الدينية.

ومن الإشارات التي استرعت انتباهي في هذا الكتاب حديثه عن المرأة النجدية، حيث ذكر في الصفحة 48 أن المرأة النجدية كانت «تقف جنباً إلى جنب مع الرجل في محاولة التغلب على مشاكل الحياة، كانت تقوم بأعباء المنزل ورعاية الأطفال وتساعد في الزراعة وتخرج أحياناً لجمع الأعشاب أو الحطب وقد أشارت المصادر إلى بروز بعضهن في المجالات الاجتماعية المهمة».

كما يذكر في الصفحة 54 «أن المرأة البدوية كانت لا تقل عن شقيقتها الحضرية مساهمة في العمل وبروزاً في المجتمع إن لم تكن قد زادت عليها». وما يشير إليه الدكتور العثيمين هنا تناولته شخصياً في كتاب معد للنشر عن طريق الدارة عن المرأة في نجد.

ومن الإشارات المهمة التي وردت في الكتاب مناقشته لمسألة الوضع الديني في نجد قبل ظهور الشيخ محمد بن عبدالوهاب (89-97) ويرى أن المقارنة بين المصادر المختلفة توضح أن الحالة الدينية لم تكن بالصورة التي أظهرتها بها بعض المصادر المؤيدة لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصلاحية لكن يتضح جلياً أنها كانت غير متفقة مع قول من قال عن أهل المنطقة في تلك الفترة إنهم كانوا قد خلعوا ربقة الدين والإسلام».

إن الأفكار التي طرحها الدكتور العثيمين في هذا الكتاب المختصر على درجة كبيرة من الأهمية، وتحتاج منه أو من غيره إلى التوسع لإثراء تاريخ تلك الفترة التي يسود الكتابة عنها غموض واضطراب.