حينما برر الدكتور محمد النجيمي مخالطته للنساء الكويتيات في يوم المرأة وجلوسه -بينهن- والتحاور معهن بأن أولئك النسوة هن من (القواعد) واللاتي لا يخشى منهن تحريك الرغبة الجنسية لدى الذكور الذين يختلطون بهن.
بدأت أفكر بمزايا أخرى قد تحصل عليها كل امرأة (قاعد) فوجدت أنه إضافة إلى إمكانية مخالطتها للرجال بما يخدم حقوقها المشروعة وأمورها الحياتية المعتادة قد يكون بإمكانها أيضا أن تجد لها فرصاً كثيرة في المجتمع من حيث العمل والمشاركة الاجتماعية في وجوه كثيرة بما أنها قد أصبحت لا تثير الذكور جنسياً وكل ما تحتاجه لتحقيق ذلك هو أن تثبت أنها امرأة (قاعد). وهنا فإنني لا أظن أن هناك مشكلة في قيادة امرأة (قاعد) لسيارتها الخاصة في شوارع مدينة مثل الرياض أو السفر لوحدها أو حضورها مؤتمرا في إحدى مدن بلادنا أو حتى جلوسها مع الرجال لحضور مناسبة ثقافية ينظمها ناد أدبي أو خروجها للعمل في مكان مختلط طالما أن الشهوة الذكورية منعدمة تجاهها. فإذا كانت هذه هي نظرة النجيمي -ومن يناصره من جمهوره الكبير والذي يباهي بكثرته في القنوات الفضائية- للقواعد من النساء فأعتقد أنه لن يضر النجيمي ومناصريه السعي نحو إفساح مجالات أوسع أمام المرأة (القاعد) لتشارك في المجتمع وتساند الرجل في عملية التنمية في ظل علم الجميع أن هناك الكثير من النساء ممن يملكن الطاقات والقدرات لخدمة المجتمع والذي يمنعه من الاستفادة من طاقات نسائه هو الخشية على الرجال من فتنة النساء ما ساهم حقيقة في تعطيل نصف المجتمع للمشاركة في تنمية الوطن.
ما لفت انتباهي في تجربة النجيمي في الاختلاط بالنساء هو أن الكتاب الذين يصفهم بعض أنصار التيار الديني بأنهم (ليبراليون وتغريبيون) كانوا وما زالوا يكتبون المقالات ويدلون بأطروحاتهم حول الاختلاط وأنه يختلف عن الخلوة وأن من حق المرأة أن تأخذ حريتها المشروعة في المجتمع بعيدا عن الغلو والتشدد وهم في الحقيقة لا يمارسون هذا الاختلاط في حياتهم سواء على مستوى الأسرة أم على مستوى المجتمع عموما بينما يأتي هنا الدكتور النجيمي -وهو من يمثل التيار الديني- لنجد أنه أصبح من المستفيدين من دعاة الاختلاط من أولئك الليبراليين والتغريبيين من خلال حضوره يوم المرأة الذي أقيم في الكويت فاطلع بنفسه على تجربة الاختلاط التي مرت بسلام من دون أي يفتتن الشيخ النجيمي بالإناث اللاتي جالسنه وبادلنه الحديث وهذا يعتبر تعزيزا لرؤى دعاة الاختلاط الإيجابي من الليبراليين والتغريبيين!
لذا آمل أن تتم تجربة النساء (القواعد) في عدة مجالات كانت محظورة على المرأة بحجة الخوف من وقوع الفتنة بين الذكر والأنثى وأنا متأكد أن المجتمع سيندهش من قدرات المرأة (القاعد) والتي ستحقق نجاحات باهرة للمجتمع. وإذا أردتم أن تتأكدوا من أن هذه التجربة ستنجح فاسألوا النجيمي فهو قد مر بتجربة ناجحة مع القواعد من النساء.
fauz11@hotmail.com