لا أجد مبرراً واحداً لتلك الانفعالات وردود الأفعال الغاضبة من قبل بعض الأهلاويين التي ظهروا عليها بعد طلب الهلاليين للاعب مالك معاذ؛ فالأمر أبسط ما يكون، ولا يستوجب كل تلك الانفعالات التي ظهرت على السطح وتناقلها الأهلاويون فيما بينهم.. ولا أجد أن هناك ما يثير حفيظتهم على الإطلاق أو يجعلهم ثائرين بتلك الصورة غير المبررة؛ فالأمر لا يعدو كونه مطلباً ليس إلا، ولا يستوجب تلك الموجة الغاضبة التي ساقها بعض المحسوبين على القلعة الخضراء، وإن كان بطلها - كما يزعمون - الابن المدلل لهم.. ولكن المسألة أقل من ذلك بكثير.. ولا يمكن أن تتطور إلى أكبر من ذلك..

أكاد أجزم بأن المسألة ليست في مالك معاذ أو غيره من اللاعبين وإنما هي في الهلال والهلال فقط؛ فالأهلاويون، وغيرهم كثيرون من الأندية المحلية، ترى أن الهلال ليس من حقه أن يطالب بأي لاعب مهما كان وزنه ومهما كانت إمكاناته.. لأنه كتب على الهلال - في نظرهم - أن يكون هو الممول والممول فقط، لا أن يطالب.. فالهلال اعتادت الأندية على أن يقدم نجومه هدايا مغلفة بالورود إلى الأندية، لا أن يطالب أو أن يكون من حقه المطالبة بأي نجم مهما كان ذلك النجم، واعتبروا ذلك خطاً أحمر على الهلاليين يجب عليهم ألا يتجاوزوه بأي حال من الأحوال.. لأن الهلال كتب عليه أن يعير لاعبيه، لا أن يستعير من غيره.. هكذا هو الهلال في نظرهم، ولا بد أن يبقى هكذا دائماً.. نعم ليس من حق الهلال المطالبة بأي نجم؛ لأنه اعتاد أن يقدم نجومه إلى الأندية، لا أن يطلب منها، وهي عادة سار عليها الهلال منذ أمد طويل.. وعندما يطلب الهلاليون لاعباً فإن ذلك يعد أمراً مفاجئاً وغير مألوف.. فهناك مَن يرى أنها فرصة للدخول في مزايدات مالية لعله يصل من ورائها إلى صفقة تجارية.. وآخرون يرون أنه عندما يحصل عليها دون أن يكون لها صدى صفقة خاسرة أو غير نظامية كما حصل مع نجوم كثر إن لم يكن جميعها من دون استثناء.. يرون أن الهلال حصل عليها بطرق غير شرعية أو طرق ملتوية وهم أول من يعلم بأن الهلاليين لا يجيدون اللعب في مثل هذا المنافسات والطرق غير المشروعة..!!

لا أعتقد أن العقلاء من رجالات الأهلي يرضون بذلك أو يقرون بما ذهب إليه القلة القليلة من المحسوبين عليهم؛ لأنهم يعلمون بأن الأهلي والأهلي فقط هو أكثر المنتفعين من علاقته بالهلال والهلاليين وعلى مختلف الألعاب ولا تحتاج تلك إلى تفاصيل لسردها؛ لأنهم يعلمون أيضاً بأن أبطال تلك الصفقات هم (أحمد البخيت) الذي ساهم بشكل كبير في حصولهم على بطولة الخليج الموسم قبل الماضي، وإن كان الأهلاويون قد قابلوا ذلك بعدها برفضهم إعارة أي لاعب عندما كان الهلال هذه المرة هو ممثل المملكة في البطولة الخليجية، بل تعدى الأمر ذلك إلى إعارتهم لأكثر من أربعة لاعبين مؤثرين إلى الأندية الخليجية المنافسة للهلال في تلك البطولة نفسها، ولم يغضب الهلاليون من ذلك.. فلماذا أنتم غاضبون..؟؟!!.. وتكرر ذلك غير مرة، ومع هذا لم يكن للهلاليين أية ردة فعل غاضبة حيال ذلك، ومع ذلك أنتم الغاضبون..!!

وكذلك الحال ينطبق على المهاجم بدر الخراشي قبل انتقاله إليهم انتقالاً نهائياً في الموسم قبل الماضي أيضاً؛ فقد ساهم بشكل كبير في تحقيق الفريق الكروي الأهلاوي البطولة الخليجية أمام منافسهم النصر في الرياض.. ولم يتوقف الحال على هاتين اللعبتين؛ فكما كان لفريقي القدم والطائرة كان الحال ينطبق على الفريق السلاوي عندما أعار الهلال قائده تركي التركي للأهلي قبل عدة مواسم.. كل ذلك حدث ولم يقل الهلاليون إن الأهلاويين يستقصدونهم بل مدوا أيديهم وقلوبهم لهم؛ لأنهم يعلمون بأن الهدف واحد.. ولم يغضبهم الأمر.. بل أنتم الغاضبون..!!

هنا أعيد وأكرر: لم يكن الهلال مستقصداً للأهلاويين عندما تقدم بعرض مباشر للمسؤولين بالنادي وبطرق مباشرة ودخوله البيت من أبوابه بل كان المطلب الهلالي رداً على مطلب بدأه الأهلي كأحد الحلول التي يمكن أن يتوصل إليها الطرفان.. لا أن يتبع الأساليب التي اعتادها كثيرون غيره بالتفاوض مع النجوم (وتخريبهم) على أنديتهم دون علمهم وفي الخفاء.. ذلك الأسلوب الذي أعيد وأجزم بأن الهلاليين لا يجيدونه أبداً، فما بالكم في هذا الوقت الذي يسيّر دفة النادي فيه الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي لا يحبذها ولا يتعامل مع مَن يحاول اللجوء إليها على الإطلاق؟!.. فهل يعني هذا أن تكونوا غاضبين..؟!

دعوني هنا أسوق سؤالاً بسيطاً: ماذا لو كان عميد لاعبي العالم محمد الدعيع أهلاوياً، وحدث ما حدث من شرفي هلالي، حتى وإن لم يكن ذلك الشرفي يأخذ طابع الرسمية في الإدارة الهلالية وقام بمفاوضته مستغلاً الظروف التي يعيشها مع فريقه؟!.. كيف ستكون ردة الفعل الأهلاوية تجاه الهلال والهلاليين..؟ إنه مجرد سؤال بسيط فقط لا يعدو كونه مثالاً على حالة حدثت والتزم الهلاليون فيها الصمت ولم يصعدوا الأمور كما حدث من بعض الأهلاويين (وأكرر أيضاً بعض الأهلاويين).. وما حدث هو حق مشروع للهلال وغيره، ولو حدث العكس لما انزعج الهلاليون منه.. وقد حدث بالفعل ذلك معه؛ فهناك مَن حاول أن يكسب ود النجم الأول ياسر القحطاني ولكنه لم يستطع.. ولكن الهلاليين لم يغضبوا كما هم غيره غاضبون..

لذا فالهلاليون لم يكونوا مستهدفين أحداً؛ لأنهم بالفعل بحاجة إلى مهاجم وجلبهم لوليد الجيزاني يؤكد ذلك، حتى وإن كان على حساب أحد أبرز لاعبيه وهو الغامدي، وهو دليل آخر على أن الهلاليين لم يستهدفوا الأهلي، كما يزعم البعض ويجعلهم غاضبين..

أخيراً يجب أن نعي أيها السادة أننا نعيش عصر الاحتراف، وكل يبحث عن مصلحته.. والكل يسعى إلى الوصول إلى هدفه ومبتغاه ولو كلفه ذلك كثيراً.. ومن هنا لا بدَّ أن تعطي كما تأخذ متى ما كان الأمر يستوجب ذلك دون أن نكون متشنجين أو غاضبين..